إنه من سنن الله- التي لها علاقة مباشرة بالتغير- سنة الله في الامتداد والتوالد، والتي منطوقها :(إن الحاضر بثقافاته ومؤسساته وأوضاعه السياسية والاقتصادية والتعليمية ،وبأفكاره وأحزابه وجماعاته ،هو: امتداد للماضي ،مالم يحدث تغير فكري وقيادي ومنهجي ومؤسسي ، وان المستقبل بحكامه ومؤسساته واوضاعه السياسية و...الاقتصادية والتعليمية وبأفكاره وأحزابه وجماعاته هو: امتداد للحاضر) وأهم هدف نحققه من فهمنا لهذه السنة هو: إن نفسر ما يدور في عالمنا العربي من ثورة وثورة مضادة وفق هذه السنة ، ويمكن ان نقرب المعني أكثر فأقول :إن ثورة الشباب الشعبية السلمية في وطننا العربي ركضت الجميع ،وأدت إلى ظرف أشبه ما يكون بغيث غزير على صحراء كانت مجدبة وجافة من زمن طويل ،وهذه الوضعية كما يقال: أن الأرض المجدبة إذا أمطرت فإنها تخرج نباتات شتى ،منها ما هو مفيد وطيب ،ومنها ما هو غير مفيد وخبيث ، وهناك نبات يتحمل سنين طويلة ونبات لا يتحمل سوى فترات قصيرة، وهذه الثورات كشفت عن الوجه الحقيقي ونوايا وتوجه كل القوى التي تمثل الماضي فعلا ،والتي ظلت تتستر زمنا طويلا بالشعارات وبالادعاءات وتمارس قطرنة الأمة ،سواء باسم الدين، أو باسم الوطن أو باسم الأممية أو باسم الثورية ،أو القومجية ،وأخس هذه الأنواع الذي يتكلم عن الثورة والجمهورية والعدالة ،ويريد أن تموت أمريكا وإسرائيل، وهو في الحقيقة يبحث عن حق إلهي مقدس في السلطة ، فبأي منطق أو عقل يمكن أن يقتنع الزمن والعصر ألذي نعيشه بهؤلاء، ونحن في الألفية الثالثة، وبمثل هذا الخطاب الفج المخزي ،أو يأتي شخص يدعي بأنه ينتظر ألمهدي المنتظر كشبح أو خرافة تخرج من كهف لكي تملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا ،وكذا من يبحث عن فك ارتباط .. اليوم العالم أصبح قرية والدول الكبرى تتحد ،ولم يعد لأي مجتمع بل لأي فرد أن يلعب دورا إلا في النطاق العالمي ، بمعنى أن الفواصل والعزلة بين البشر بدأت تذوب وتنحسر ، وبالتالي من يبحث اليوم عن قرية أو عن خرافة لكي يستند إليها في أن يقرر مصائر الآخرين فهو يمارس شكل من أشكال القطرنة والتضليل والخزي في الألفية الثالثة .. والذي يدعي باسم الله وباسم الدين والدين منه براء، وهو يقتل الناس ويقود حربا ضد شعبه ، والحروب تدار اليوم في مسيرة الربيع العربي من قبل حكام الانقلاب في مصر وفي سوريا ضد شعوبهم، وكذلك نجد أشباه التخلف المناصرين للقتل لأبناء أمتهم ،ونجد من يناصر قضايانا من آخر الدنيا من الشعوب الحرة ، أن علينا أن نعيد حساباتنا ونتجاوز القوقعات الضيقة التي يحاول البعض إن يدخلونا فيها .. وهذه الأمور ينبغي على كل إنسان حر أن يدافع عن عقله من هؤلاء، لأن مثل هذه المشاريع ألغوغائية التافهة والصغيرة تسخر بعقول البشر ،وكأن المطلوب منا أن نتحول إلى دراويش ونلغي نعمة العقل والمنطق ، ناهيك عن العلم والتكنولوجيا ،والعالم الذي يترابط الآن مع بعضه البعض على امتداد الكرة الأرضية .إن علينا ان نلتف ونتعاون حول الحوار الوطني كمبدأ حضاري ومدني وإنساني ،وهو الخيار الوحيد الذي لا خيار غيره سوى التمزق والاقتتال . ونحن في اليمن والحمد لله قد أوقفنا صوت العنف والقتل وبدأنا نفتح ونصغي لصوت الحوار فلابد من انجاحه انقاذا للمن ونصرا لليمن وانتقالا حضاريا مدنيا لليمن والله الموفق
محمد سيف عبدالله
هل من عقل لجماعة خطاب التخلف والخزي في الألفية الثالثة؟ 1495