نحن نعيش في سياق اللامعقول لنعيش مكرهين في صورة الذي يُرجِّع المفروض ويبتلع المرفوض، ويطلب منه في الوقت نفسه أن ينسى أو حتى يتناسى الواقع الحلو ويعيش أو يتأقلم مع الواقع المر, بل الأشد مرارةً!..
وهنا لا أملك إلا استرجاع مقرلة "إذا لم تستح فاصنع ما شئت", لا أقصد بهذه العبارة الإعلام المصري العاهر, فهو دون كل عبارة شتيمة أو فعلة لئيمة؛ فدجله وعهره قد فاق كل التوقعات، لكني أقصد بها تحديداً القضاء القاهر الذي اعتدى على حق الشعب الطاهر الشعب الذي عفَّت نفسه القذارة فاسترجعها فأبى القذرون إلا أن يبتلعها ثانية.. لا يحق لك, بل يحرم عليك أن تعجب لحظة اتهام الرئيس المنتخب بالتجني على القضاء, لأنه أراد الحفاظ على منجز الشعب، (الثورة) بتحصين مؤسساتها من أن تطالها رصاصات القهر القضائي الذي أطفأ نورها إعلام العهر السيسي، أضف لحظة عزل النائب العام مع أن هذا العزل كان مطلبا شعبياً!, وفي الوقت الذي طلب إليك ألا تعجب يفرض عليك ألا تغضب عندما يكفر بديمقراطيته الغرب وعندما يصدر القضاء حكما بحلها؛ حيث إن القضاء السيسي قريبا سوف يصدر قراراً أو حكماً قضائياً بحل تنظيم الإخوان على طريقة ما حصل لحل تنظيم أربكان، وهذا يعني أن القضاء بحله تنظيم الإخوان الذي أفرزته صناديق الديمقراطية يقتضي حل الشعب المصري وتحديداً أغلبيته؛ فكون القضاء يحل تنظيماً فضله الشعب على من سواه إنما هو حل للإرادة الشعبية أو للحرية ليحل محلها مزاجية الهمجية أو إلف العبودية.. فماذا يبقى من نزاهة القضاء إذا تحول آلة بيد السيسي جندي القرار الأمريكي وعبد الريال والدرهم الخليجي؟!.. قضاء يقضي بالدولار وهذا بذاته عين العار!.
د.حسن شمسان
شعب طاهر.. بين إعلام عاهر وقضاء قاهر! 1356