بعد أن انكشف القناع على القوى التي راهنت على فشل مؤتمر الحوار الوطني منذ وقت مبكر.. وبعد أن اكتملت ربما معالم رسم اليمن الجديد أفصحت تلك القوى عن نواياها التي كانت مبيتة, وخاصة بعد ما تقلصت تلك المطالب والصفقات السياسية التي ظلت تغذي فئات محدودة وعلى حساب المشروع الوطني والثوري باسم اليمن الجديد, فها هي اليوم تعود إلى طيشها وجنونها محاولة تعكير تطبيق مخرجات الحوار الوطني من خلال إحداث الفوضى وفعل كل ما يلفت الأنظار وتوصيل رسالة إلى الجميع في الداخل أو في الخارج إثبات فشل القيادة والحكومة والتوافق والحوار ومخرجاته على حد سواء.. فتواصل تلك القوى المسلسلات الفوضوية والعدوانية بعد أن مكثت في هدنه وذلك خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وربما بالمقابل, بالرغم من مشاركتها في الحوار..
لكن يتبقى أمام القيادة والحكومة أن تكشف عن الستار للشعب وتتنصل عن أصحاب النفوذ والضغوط والمشاريع الفردية.. فحان الوقت للقيادة أن تعود للشعب وللوطن وللثورة وللتاريخ, وتفرض هيبة الدولة وتقطع الطريق أمام تلك القوى التي تختلق الفوضى بالصميل والتي تشعل النار.. والتي تصب الزيت على النار.. فإلى هنا يا سيادة الرئيس.. يكفي مقايضة ويكفي مناسحة ويكفي مراضاة ويكفي مجامله ويكفي مداراة ويكفي تفريط للسيادة الوطنية وإهانة للشعب وللإنسانية, فالأوضاع لا يمكن أن تستقر ولا يمكن أن تتوقف مثل هذه المسلسلات والاعتداءات المتكررة على الإنشاءات الاقتصادية والعسكرية والأمنية إلا بالعمل الصادق المخلص من القيادة والحكومة.. فحان الوقت أن تشتحط مكونات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية, فالشعب اليمني بشماله وجنوبه وشرقه وغربه تتدهور حالته بعد أن أفاق من غيبوبته.. فإلى هنا يكفي إعطاء مسكنات الآلام.. نريد علاجاً حقيقياً فعالاً.. لأن الواقع والأحداث التي نعيشها ربما قد تغيرت وتجلت الكثير من الغيوم التي كانت متراكمه في سماء اليمن.. فلا عذر ولا مهلة ولا تحديد ولا تمديد, إلا بوضع النقاط على الحروف حتى لا يكون الأمن والاستقرار نشتريه من المخربين بالمقابل, ونتقاعس ونتساهل مع من يصنع الفوضى والإرهاب والتخريب بالصميل.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
الاستقرار بالمقابل.. والفوضى بالصميل!! 1361