اختطاف الأجانب مسلسل كان محصوراً على القبائل إلى حقبة ما, ثم تفشى كسرطان وبات ظاهراً حتى في العاصمة وهذا هو المفزع حقاً
حيثما ما زال الأجنبيون مختطفين حتى الآن ولا جديد بقضية اختفائهما؛ ظهرت قصة اختطاف جديدة لصحفي أجنبي اسمه (لوك سومر ) وفي وسط العاصمة صنعاء !
وزارة الداخلية التي تعمل في زوايا المقايل لم نعد نستغرب بطء أفعالها واستجابتها لمطالب الكثيرين بالبت في قضايا الاختطافات المتلاحقة ولن نتوقع يوما بأن تطال أيديها المتسببين ببث الرعب وزعزعة الأمن في البلاد بحماقاتهم ..
مازلت أتذكر جيدا صديقتي الأمريكية الذي قتل زوجها غدرا في إحدى شوارع تعز وغادرت اليمن بحقيبة سوداء تشبه ضمائر نخرها العفن بعد أن طالتها يد الإجرام ..
السياحة التي ماتت في بلادنا يشييع جثمانها من يقفون وراء الاختطافات وكل من يتستر عليهم تحت أي حجة ولا ننسى أن الصمت سببا أقوى لاستمرار هذا المسلسل المدمر بالنسخة اليمنية ..
تبدأ أحداثه بتفذيحة قات وتنتهي بتشويه صورة بلد وتهديد أمنه واستقراره ،أبطاله مجهولون حتى الآن ويد الاستهتار تحميهم وتزيد من أعدادهم وجرائمهم ، يظنون أن هذه الأعمال ستحقق ما تصبو إليه نفوسهم الخبيثة والعكس ما سيحدث ، لن ينالون سوى الخزي والعار وستنسكب عليهم اللعنات والصرخات وإن باتوا بلا ضمائر ..
شعور مؤلم ذاك الذي يعترينا حينما نرى بأم أعيننا بذوراً للشر تحصد ثمر جهود طيبة تأتي من الخارج وتحت أي مبرر سخيف أو عرقي ينم عن الجهل بالحضارة ونظرة دونية للدين والحياة ، نحن بحاجة للتفكر ملياً في ماهية حقيقة الحياة والتي تكنزها الحرية والأمن والسلام ومواطن الود وقبل هذا وذاك في الشعور بالمشاركة الاجتماعية في إعادة إعمار الحياة في مدننا التي انهكها العبث والفوضى وبث روح التفاؤل في كل شبر فيها وللأسف هذا ما يفتقر إليه أولئك من تعود إليهم محاولاتهم الفاشلة في إحباط اليد الفاعلة في المجتمع بالخسران وإن نجحوا في تشويه تلك الصورة عن يمننا الحبيب فلن ينجحوا في كسر روح مازالت ترى النور على مقرب من نافذة أمل ...
فيأيها الحاقدون على اليمن وأرضها ....عن الحياة؛ كفوا عن الغباء !