السفر فرصة للتخلص من التعب وأثقال الحياة الروتينية خصوصاً إذا كانت إلى دولة أخرى خارج حدود الوطن وأول ما تشرع التفكير به أثناء تجهيز حقيبة السفر هي تلك الأشياء التي ستحتاجها بما يناسب ذلك المكان وكيف ستقضي الأيام هناك ومن سيرافقك ..هذا ما يفكر به الإنسان الطبيعي (غير المولعي).. أما تفكير المولعي فليس كذلك بتاتاً..
سأقولها صراحة بعد أن سمعتها من أحد الموالعة أن أول ما يفكر به قبل سفره هو كيف سيمضي الوقت بدون قات؟ هل ستسنح له الفرصة بلقاء عود القات هناك ولو كان مجففاً!..
وأقولها صراحة أيضاً: إنه من الغباء أن يفكر بالقات وأمامه فرص أخرى لن تعوض لقضاء أوقات ممتعة بغياب العشب الأخضر وإن كان السفر لأجل العمل لا للنقاهة.
يقول المولعي: ثلاثة أشهر قضيتها خارج اليمن كانت جميلة سوى من غياب القات والذي كنت افتقده كلما تحسست الجمال في أي بقعة زرتها!.
لا تربط الجمال يا أخ بتلك الشجرة الخبيثة من فضلك، الجمال هو النقاء والنقاء هي المساحة من الحياة التي لا تربطها بنا لا شقاء ولا تعب ولا حتى لون أخضر.. فسحقاً للقات إن أمت بيوم للجمال بصلة.. يا أخ تحسس روحك وجسدك بعد شهرين من الاستراحة بعيداً عن شجرة الشيطان، أخبرني فقط هل ستنعم بنظارة جلدك وجسمك وأنت (مبحشم) وهل ستتنفس الحياة برأفة وأنت تفكر كيف ستدبر مصاريف القات قبل مصاريف البيت؟!.
ويقول المولعي: عدت لأرض الوطن وأول ما اقتنيته أثناء وصولي للمدينة هو القات وكان له مذاق جميل بعد غياب طويل.
دعني أيضاً اعترف يا أخ أنه من الغباء مرة أخرى أن تعود للتهلكة مرة أخرى بعد أن أضعت فرصة لا تقدر بثمن للتخلص من الإدمان على تعاطي القات, خصوصاً وأن فترة ثلاثة أشهر كافية تماماً لذلك.. كم كان جميلاً أن تعود لأسرتك ولوطنك بدون (كيس القات)، وترتب حياتك من جديد عندها فقط ستشعر بأن للحياة لون آخر ومذاق رائع..
أقول هذا وكلي ثقة بأن القات يستحق أن يطيل المسافرون الإجازة منه للأمد الطويل حتى تعود للحياة أسرارها الجميلة.
أحلام المقالح
استراحة مولعي 1564