في مثل هذا اليوم وُلد في الــ 13 من سبتمبر1990م جاءنا الإصلاح، في يومنا هذا كان المولد الأول، والنشأة الأولى، والخروج الأول.. وُلد شاباً يافعاً ناضجاً.. لا تعرف سياساته صبيانة، ولا تعرف مواقفه مراهقة، ولا تعرف ممارساته طيشاً أو زللاً، راشداً منذ جاء.. ناضجاً منذ أتى، هو الإصلاح الكبير الذي لم تعرف حياته الصغر.. من رحم الأمة جاء.. ومن وعاء الوطن أتى، كبيرٌ بحجم وطن، عظيمٌ بعظمة مشروع، سامقٌ بشموخ أهداف، هدفه بناء اليمن، وشعاره الحفاظ على هوية الوطن، وسبيله أوضاع يصلحها، واضحٌ بوضوح شعاره كالشمس في كبد السماء تتوسط النهار يبدو مشروعه..
الوطن كل همه، وهمومه وحده من يتحملها ويدافع عنها، يتنازل لأجل الوطن، يُهادن لمصلحة الوطن، يحارب لأجل الوطن.. تجده في كل حين، ولا يغيب عن المشهد لحظة، في صدارة المشهد تجده وقت المغرم، في آخر الصورة تجده وقت المغنم يتنازل عن حقه ليحصل الجميع على حقوقهم، لا تستهويه السلطة بقدر ما يستهويه استقرار اليمن، الحكم عنده حلمٌ مشروع، والمشروع لا يأتي إلا بالعمل المشروع، لا يعرف العنف، وليس في أدبياته الفوضى، طريقه السلم والسلم فقط.
منذ حين ٍ ليس بالقليل اختار النضال السلمي طريقاً وحيداً لنيل الحقوق والحريات.. رؤاه تنبثق من رؤى الوطن، ومشاريعه وطنية بامتياز، ينحاز لقضايا المواطن، وتهمه وحدة الشعب، وهوية الشعب هي الثابت الأول في ثوابته الوطنية، فالثوابت عنده لا تقبل التكتيك أو المهادنة أو أنصاف الحلول.. يمتلك من الشجاعة ما تجعله يفقد بعض النقاط ،ليكسب معركة الحفاظ على هوية ووحدة وثوابت الشعب والوطن.
حين دعاه داعي الوطن كان أول من يدافع عنه، وأرواح شبابه وقاداته هي أول من تصعد إلى السماء.. كان في الحكم وقاد المعارضة واشترك في الوفاق، وتجاربه زاخرة في كل ميدان كان فيه.. في الثورة كان الرقم الصعب الذي لا ينكره أحد، فشبابه عنفوان الثورة، وسلميته عنوان الثورة، وبطولاته مكاسب الثورة، وساساته حكماء الثورة، وجنوده أنصار الثورة ،وأمواله موارد الثورة ،وإعلامه صوت الثورة ،وقاداته قادة الثورة، ولا يمنّ على أحدٍ فعله ذاك.
الحوار عنده ثقافة، والتشاور عنده ممارسة ، أخرج اليمن برفقة شركاءه من شرٍكان آتٍ لامحالة، يسير في طريقه إلى مرحلة البناء، لا يعرف الهدم وليس من ثقافته النيل من مصالح وطنه وأمته، متسامحٌ مع الآخر، متعايشٌ معه وله، ما يتحصل عليه أقل بكثير مما هو له، لأنه الإصلاح الكبير والأخ الكبير والحزب الكبير والوطن الكبير.
التجديد سنته، والتحديث أداته، يواكب العصر ويفقه الواقع، ويسابق الزمن، مشاريعه تتطور وخطابه يتجدد وأفراده كل يومٍ في ازدياد.. في يوم مولده ميلاد جديد لنا ولوطننا ولأمتنا، فمعه جاء الخير وبه ساد الحق وتحت رايته سنقود الأمة.. يكفيه أن اسمه (الإصلاح), ففيه من الدلالة ما تغني، ومن المعاني ما تكفي، فهو الإصلاح والصلاح والصلح والمصالحة والمصلحة العليا للوطن والمواطن.. لأنه الإصلاح فهو المنهج والفكرة والمسار والطريقة.. لأنه الإصلاح فهو لنا ونحن له.
سنة حلوة يا جميل.. وكل عام أنت وأفرادك وأعضاؤك وقياداتك ومناصروك واليمن كله بخير.
محمد محروس
مولد "الإصلاح".. وطن جديد 1545