دعاة الانفصال لا أظنهم إلا يفكرون بمصالحهم فقط لا بمصالح الجنوبيين, وأرى ابتزازاً يعود عليهم بالنفع وليس على الجنوبيين ويسيرون وفق هوى متبع, فلا آيات أو أحاديث يخضعون لها وهي تحثهم على الوحدة والأخوة, ولا مصالح الوطن الذي سيتضرر من التمزق, فهم كما يبدو هواة سلطة ولو على جثة ممزقة..
وأنا هنا أقول: فلنفرض أننا كشماليين (وهي نغمة لا نريدها), قلنا ليكن الانفصال بعد أسبوع من الآن, فمن سيستلم السلطة أبناء عدن أم الضالع أم حضرموت أم الحراك السلمي أم الحراك المسلح أم الحزب الاشتراكي أم الإسلاميين أم الزمرة أم الطغمة؟.. فلو كانوا متحدين كجنوبيين لفكروا ببصيرة وروية وقالوا: ها هو الحكم بأيدينا, الرئيس منا ورئيس الوزراء والدفاع, فما علينا إلا أن نزيل المظالم عن أبناء الشعب بأسره ونصلح ما فسد ونحن وطن واحد كالجسد, إلا إذا كان الحراك لا يعتبر القادة الحاليان ليسوا من الجنوب, فهذا أمر آخر.
وأتمنى من الحراك أن يكون شجاعاً ويقول لجيل ما بعد الوحدة كيف كان الجنوب, يقول له إن الأراضي التي يتحدثون عن نهبها من بعض الفاسدين (وليس كما يروجون بأن الناهبين هم الشماليون), وكل العقارات والتجارة والزراعة والصناعة كلها كانت منهوبة بقانون التأميم, بل أمموا الدنيا والدين والحرية والكرامة الإنسانية, حتى من الله علينا وإياهم بالوحدة.
وأتمنى منهم أن يقيموا معرضاً يعرضون صور عدن وحضرموت وكل مدن الجنوب قبل الوحدة ليعرف الجيل الوحدوي أي نقلة قامت بها الوحدة لهم, فلماذا فقط يركزون على السلبيات وهي كانت تعم أرجاء الوطن, فهذا ليس من العدل والله عز وجل يقول:" وإذا قلتم فاعدلوا".. أنا متأكد أن دعاة الانفصال لن يقوموا بذلك, لأنهم يعلمون أن جيل الوحدة سيحاسبهم على ما فعلوه بآبائهم وأهليهم خلال حقبة ما قبل الوحدة, وسيعلمون أن الوحدة هي درع الأمان لهم ومصدر عزتهم وقوتهم.
محمد بن ناصر الحزمي
ليكن الانفصال بعد أسبوع!! 1420