هنا القاهرة.. اليوم ١٩/٩/٢٠١٣م: قوات سلطات (الاحتلال المصرية) تداهم قرية ناهيا وكرداسة بالجيزة بالطائرات الحربية والدبابات- كما تناقلت الأخبار- وتعتقل مئات المواطنين.. وتفرض حظر تجوال على المدينة، لم يدم غير ساعات.. إذ ما إن أتى الليل حتى خرج الألوف من أبناء كرداسة وناهيا، رفضاً لاقتحام بلدتهم الآمنة بهذه الطريقة التعسفية، وكسراً لحظر التجوال وتحدياً للانقلابين.. تظاهروا في المساء بعد أن كانت بلداتهم الوديعة المسالمة في الصباح.. أقرب ما تكون لثكنة عسكرية منها إلى بلدات هادئة عادية!.
***
إذن.. وينتشر الرعب في مدن وشوارع مصر المحروسة.. اقتحامات لمدن واعتقالات للآلاف من رافضي الانقلاب العسكري.. وهناك أمر جديد: قصف مناطق وبلدات بطائرات الأباتشي والدبابات، تم هذا في مدن في شمال سيناء المنكوبة منذ ٦٠عاماً بحكم العسكر! وليس من اليوم!.
***
اقتحام كرداسة تم بحجة اعتقال عناصر إجرامية!.. وهل يبيح لقوات الشرطة أو الجيش في أي بلد، أن تبث الرعب والخوف بين الأهالي وتروع الآمنين في مدينتهم، وتستخدم الدبابات والمدرعات والطائرات، بمبرر القبض على عدة أفراد من المجرمين (الوهميين)؟!.. وحدها دولنا وأنظمتنا الهمجية تفعل بنا ذلك! وتهين كرامتنا وإنسانيتنا بلا أي سبب.. ولا أي مبرر!.. المسلسل يتكرر إذن!.
***
إنهم يعاقبون أهالي بلدة كرداسة لرفضهم الواضح للانقلاب العسكري الدموي منذ أول يوم للانقلاب.. ولخروجهم الحاشد اليومي عن بكرة أبيهم بمظاهرات عظيمة في اعتصامي رابعة والنهضة منذ ٣يوليو المشؤوم!.
***
الأخبار تتوالى من أرض الكنانة: قوات الشرطة العسكرية تنتشر في شوارع مدينة بور سعيد، وتنشر منشورات تهدد الأهالي من التظاهر، وتلزمهم الالتزام بفرض حظر التجوال!.. قوات الاحتلال يبدو أنها لم تفهم بعد: عظمة الشعب المصري وكبريائه وعناده.. وتمسكه البطولي بالحرية!.. لم يفهموا بعد!.. أبداً لم يفهموا!.
***
الانقلابييون يقتلون بعضهم!.. وصل هؤلاء القتلة إلى مرحلة التصفيات فيما بينهم.. اللواء الكبير في الداخلية وهو مساعد مدير أمن الجيزة.. تم قتله أثناء اقتحام منطقة كرداسة صباح الخميس الماضي من الشرطة.. قتل برصاص لا تمتلكه إلا الداخلية ومن مسافة قريبة جدا بحسب تقرير الطب الشرعي.. مسافة لا تتجاوز شبري اليد!.. إذن من قتله هو: رفاقه!.. ومن يمكن أن يكون قريبا وملاصقا للواء المقتول لمسافة شبرين؟!..وهو مطمئن لناحيته ولم يتوقع منه القتل والغدر.. غير رفاقه الموجودين معه في المكان؟!..إنهم يتخبطون!.. حتى انهم لم يعودوا يتحملون أي فرد يخالفهم حتى في التكتيك والطريقة، رغم انه يتفق معهم في الهدف والغاية!.. إنهم يشعرون بالخطر والهلع حتى من مجرد كلمة خلاف مع طريقة الأداء.. مجرد إبداء رأي يخيفهم!.. صدقوني إنهم يتخبطون.. وسقوطهم اقترب لا محالة.. بإذن الله.
***
إذا قرأت هذه، ستزداد إعجاباً واحتراماً ومحبة وفخراً بحركة المقاومة الفلسطينية حماس!.. أدعو معي.. ثبت الله خطاهم، وسدد رميهم، ووفقهم ونصرهم على الاحتلال ورجالاته وأتباعه في رام الله وفي الخارج.. آمين.
اسمعوا لهذا الموقف المشرف الذي أعلنته حماس، جاء ذلك الموقف بعد تهديد السلطة الانقلابية بمصر مؤخراً، وتهديد الجيش المصري(المختطف اليوم من إسرائيل والسيسي!).. حين هدد الجيش المصري قبل أسابيع بشن حملة عسكرية وحرب على قطاع غزة، بحجة وزعم وقف(الإرهاب الذي تصدره حماس لسيناء ومصر!!)، ومعروف أن مصر بعد الانقلاب، غيرت بوصلتها باتجاه غزة بدلا من إسرائيل!.. والعدو المهدد لمصر أصبح (في نظر الانقلابين ومؤيديهم)هو الشعب الفلسطيني بدلا من العدو التاريخي للأمة العربية ولمصر ولفلسطين.. وهو: العدو الصهيوني المحتل.. ماذا كان رد حماس على تهديد الجيش المصري بضرب قطاع غزة، وعلى الأخبار المتزايدة التي تتوارد عن احتمالات ضرب غزة بالفعل من قبل جيش مصر هذه المرة، وليس من إسرائيل.. كان الرد المدوي من حماس العزة والشرف والصمود أن قالوا: إن أي ضربة عسكرية وقصف على قطاع غزة من مصر.. سنرد نحن حماس رد مزلزل وقوي، ولكن سيكون ردنا باتجاه إسرائيل !..ولن نرد أبداً باتجاه مصر!.. لن نرد نحو إخوتنا!.. الله.. ما أعظم طعم العزة والشموخ.. عشتي فلسطين الشموخ ودمتي.. بالخير والعز والصمود.. وتباً وخزياً للانقلابين الخونة، وادعوا معي.. عسى الله أن يرد قيادات وضباط الجيش المصري الشريفة إلى أحضان أمتهم وشعبهم قريبا جداً.. عاشت مصر، عاشت غزة، ويسقط يسقط حكم السيسي.
***
ما يفعله اليوم جيش مصر بأهالي غزة من عقاب جماعي لشعب فلسطين يعد خيانة وطنية لمصر وشعبها قبل أن يكون خيانة لفلسطين.. فلننظر بتأني وتمعن إلى ما يفعله الآن الجيش المصري بقيادته الفاسدة التي تنفذ بكل وضوح عمليات ضد المشروع العربي المقاوم.. لمصلحة المشروع الصهيوني الغاصب.. ماذا يفعل (الأبطال البواسل) في حدود غزة وتحديدا (رفح): يمنعون دخول الفلسطينيين حتى المرضى إلى مصر.. وتقوم السلطات الانقلابية بإغلاق المعبر الحدودي الحيوي الوحيد والذي يمثل شريان حياة حقيقي لشعب فلسطين في غزة.. قام (الجيش المصري!!) أيضا بتدمير كل الأنفاق التي تربط غزة بمصر وتشكل شريانات حياة متعددة للفلسطينيين المحاصرين حصارا خانقا قاتلا منذ عدة سنوات ، مع العلم أن هذه الأنفاق الشهيرة التي أخذت من الشهرة ونالت ضجة إعلامية غير طبيعية! وهجوم كاسح من إعلام مبارك والانقلاب.. تخضع لسيطرة رسمية ومراقبة مشددة من الجانبين..(مصر وغزة)!.
***
إذن.. الانقلابيون لا هم فتحوا معبر رفح الحدودي الرسمي بين مصر وغزة المحاصرة!.. كأي دولة محترمة لديها معبر حدودي تفتحه وتفتش المارين إن كانت تشك أو تشعر بخطر وريبة!.. ولا هم تركوا الأنفاق مفتوحة ليتنفس خلالها الشعب الفلسطيني المحاصر.. يعني أن السلطات المصرية المغتصبة للسلطة الآن.. لا هي رحمت أهل غزة.. ولا هي تركت رحمة الله (ممثلة بالأنفاق) شريان الحياة بين غزة ومصر تعمل.. لكن، ليس غريباً ما يفعلونه.. الانقلابيون لم يرحموا شعبهم.. وذبحوا وجرحوا الأف المصريين في رابعة في يوم واحد!.. فهل من فعل هذا.. سيرحم أهل غزة؟.. والمثل اليمني الشهير يقول: (اللي ما فيه خير لأمه.. ما نفع خالته)!.
***
خبر حقيقي.. لا تضحكوا أرجوكم.. لأنه نشر واعلن قبل أسابيع في القنوات الانقلابية طوال يوم كامل، الخبر هو: قوات الانقلاب تلقي القبض على (بطة) بحجة أنها تعمل مع الإخوان.. لأنهم اشتبهوا بانها تحمل جهاز تنصت!!.. هذا واحد.. الثاني: خبر تداولته وسائل إعلام الانقلاب وقنوات أخرى جاء على لسان تهاني الجبالي (اكثر شخصية قضائية عملت ضد ثورة ٢٥يناير واشرس شخصية عدائية للإسلاميين وضد ثورة ٢٥يناير!)،الخبر الهام والخطير والخارق الذي أعلنته الجبالي بلسانها هو: أن أوباما (إخواني) لأن اخوه غير الشقيق (إخواني) وهو المنسق المالي لتنظيم الإخوان العالمي!.. هل سمعتم الخبر الخارق؟ الذي لا نعلم من أين جاءت به!.. إفلاس!.. هذا هو الوصف الصحيح الذي ينطبق على القوم.. انظروا إلى أين وصل إفلاس داعمي وإعلامي وسياسيي الانقلاب؟!هل فقدوا عقولهم وصوابهم؟.. إنهم يطبقون المثل القائل: (جنان يخارجني.. ولا عقل يورطني!)،هل رأيتم إلى أي منحدر وجنون وحائط مسدود يتخبطون فيه ويلصقوا ظهورهم عليه؟.. طبعاً، هذه الأخبار وهذه التصريحات الغوغائية المجنونة لاقت موجة هائلة من السخرية والضحك والاستهزاء من قبل الناس في داخل وخارج مصر، وحتى في الأوساط العالمية الصحفية.. لا بأس.. دعونا نرى ماذا سيخترعون لنا من أكاذيب وخرافات في قادم الأيام.. دعونا نشاهد ونضحك على خفة دمهم وأخبارهم وتصريحاتهم(الغبية)!.
***
اليوم، في مصر العجيبة.. يوجد: قضاء لا علاقة له بالقضاء!.. ووزارة داخلية وأجهزة أمن لا علاقة لها بالأمن.. وإعلام.. لا علاقة له بالإعلام!.. والإعلام في مصر اليوم فقط: هو عبارة عن: (بوق للتحريض على القتل ولكل أنواع الكذب والتضليل المفتوح على مدار الـ٢٤ساعة!) فقط لا أكثر!.. يقول الله عز وجل: (قل متاع الدنيا قليل والعاقبة للمتقين).
***
استمعت وشاهدت عبر الإعلام شهادات كثيرة لأطباء وشهود عيان من داخل ميدان رابعة محزنة جداً، قالوا: أن اكثر الشهداء الذين سقطوا بفض رابعة والنهضة توفوا بسبب منع دخول سيارات الإسعاف لإجلائهم ونقلهم للمستشفيات المجاورة!.. وبسبب تدمير بنك الدم في ميدان رابعة من قبل قوات الجيش المهاجمة..!.. حسبنا الله!.. ولا الجيش الإسرائيلي فعل هذا في الشعب المصري!.. وفعلها الجيش المصري!!.. داسوا حتى على الجثث الملقاة.. وجرفوها بالأليات التي أتوا بها.. في الصور ومشاهد الفيديو التي صورت من قلب المذبحة: كانوا يقتلون الكل بلا تمييز.. حتى الجرحى، والمسعفين، النساء، الكل بلا استثناء.. داسوا على البشر بالمدرعات والجرافات.. داسوا ومزقوا الناس بأرجلهم ودباباتهم.. القتيل والجريح.. تباً لهؤلاء القتلة.. لطالما رقصت وداست على جثث الأسود كلاب!.
***
ما يقال عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(خير أجناد الأرض) عن الجيش المصري، يقول كثير من العلماء عن هذا الحديث ،انه حديث غير صحيح، بل وموضوع لم تثبت صحته، وأنا أميل لهذا الرأي، والدليل ما يفعله الجيش المصري منذ الانقلاب، بل منذ ثورة ٢٥يناير ٢٠١١م.. فخير أجناد الأرض لا يقتلون شعبهم ولا يقتلوا الساجدين والعزل ويحرقون جثث الموتى والجرحى كما فعل جيش وجنود مصر بشعبهم الأعزل!.
***
يقولون عن ٣٠ يونيو إنها: ثورة!.. من يصدق هذا؟.. الثورات تأتي بالحريات والانفتاح والحقوق الإنسانية والرفاهية والكرامة!.. بينما ٣٠يونيو بماذا جاءت؟.. جاءت بقتل آلاف المدنيين العزل في أسابيع وأيام.. وجرح الآلاف واعتقال وتغييب عشرات الآلاف.. وقمع لا محدود وهائل جداً للحريات وقمع لحرية الرأي والإعلام.. فهل هذه ثورة؟.. نعم إنها ثورة.. ثورة مضادة بامتياز!.
لينا صالح
في مصر.. رقصت على جثث الأسود كلاب! 1543