وأنت على مشارف مدينتنا العصرية المتحضرة بكل شيء فيها- المتقدمة عقودا من الزمان على عشرات المدن الأوروبية والأمريكية- ابدأ في كتم نفسك قليلا لتكون مستعدا لأخذ رشفة نقية يستحيل وجود مثيلها في لندن أو باريس أو حتى جزر الهملايا.. إنه الهواء المصفى من الأكسجين (الضار بالصحة) والمنقى بأجود أنواع أدخنة المصانع والحرائق المنتشرة في كل مداخل المدينة.
وبعد أخذك تلك الجرعة النادرة, فضلا لا أمرا اخلع نعليك لأنك ستكون في حضرة السجاد الأحمر المزركش بالورود السوداء من نوع الحجارة الصغيرة والكبيرة وستمر أيضا في الطرقات والشوارع النظيفة الطاهرة المعطرة بمزيج من الأوبئة والأوساخ والأتربة والمنقشة بمختلف أنواع الحفر الترابية وحفر المجاري المتوزعة في الشوارع بشكل منظم.
وأفرح وأبتهج عزيزي الزائر فسوف يكون في استقبالك موكب فخم وكبير يتكون من مجموعة من المسلحين يقومون بواجب الاستقبال والضيافة وتوفير الأمان لك ولمن معك, وأطمئن فمعهم لن تخاف ولن تكون بحاجة إلى سيارتك أو إلى نقود أو أي شيء ثمين تحمله معك فهم سيريحوك من عناء حمل هذه الأشياء كلها ومن ثم فهم يوزعون حلويات بنكهة الفجعة والهلع والرعب المصنوع من كريم البارود وحليب العرق المتصبب خوفا وجوز الرصاص المحشو بالبندق ويهدونها لك ولمن معك مجانا خاصة إن كانت برفقتك عائلتك واطفالك.
وبعد هذا كله تلفت يمنة ويسره تجد كل ما حولك أشجارا ناظرة غبراء مزينة بأكياس ومقرطسات زاهيه وكأن حفلات تزيين الأشجار دائمة في المدينة وبابا نويل مقيم فيها ولا يفارقها
ومن إبداعات المدينة أيضاً مخيمات وملاهي ولوكندات متطورة مصنوعة من الزنج المتصدئ المصنع بالذهب الأخضر والبراميل المليئة بالطحالب الصديقة للبيئة وتجد حولك أيضا حدائق الألعاب المنتشرة فيها ألعاب القصع المستخدمة ومعلبات الطعام المتكدسة مع ألاف الألعاب التي تصنعها بلدية مدينتنا وتجد أيضا أبنية متطورة وأبراج مصنوعة من أفخم أكوام القمائم في العالم عالية الجودة متانة وسماكة ورائحة.
وفي مدينتنا لا داعي للسفر بعيداً لرؤية الأنهار والشلالات المتدفقة والاستمتاع بها وبأصوات خريرها فقد وفرت لنا قيادة المدينة نهرا في كل حارة إن لم يكن ثلاثة أنهار في الحارة الواحدة وفوق هذا كله تصدر من هذه الأنهار روائح عطره تفوقت على البخور العودة وكذلك البخور الهندي وكل أبخرة العالم, لا تتعجبوا فمازال هناك المزيد من هذه الإبداعات منذ أن عرفت مديتنا قائدها المحنك أول من أطلق عليها تسمية دبي ففي مدينتنا لا تحتاج إلى إضاءة الكشافات العالية في الشوارع فقد اكتشف سيادة الرجل الأمين قمرا مضيئا يضيء المدينة بأكملها لكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد بسبب الحملات الفيسبوكية المعيقة لذلك المشروع الضخم والموجهة ضد سيادة قادة المحافظة..!!
وبعد هذا كله أيوجد مشكك واحد بحقيقة وجود دبي اليمنية.؟؟
محمد أحمد عثمان
أخلع نعليك.. إنها دبي!! 1461