نثق كل الثقة أن مخلصي الوطن المشاركين في مؤتمر الحوار, ومن ورائهم جماهير شعبنا اليمني العظيم، لن يخذلوا هذه الأمة, وأنهم يجعلون الوطن ووحدته واستقراره نصب أعينهم، وسيحافظون على وطنهم بحدقات أعينهم، مهما حاول البعض وضع العقبات أمام أهدافهم النبيلة، والحكمة اليمانية التي شهد لنا بها المصطفى صلى الله عليه وسلم تتجلى دائماً عند الشدائد.. وقد علمنا رسول الله صلى عليه وسلم أن نتفاءل في أحلك الظروف, وكلنا يعلم كيف كان حال المسلمين أثناء غزوة الخندق, فقد تحالفت عليهم قبيلة قريش مع كل القبائل المحيطة بالمدينة ونقض اليهود عهدهم مع المسلمين، وأصبح الخوف يتخطفهم من كل مكان، ونهاية المسلمين الكارثية أصبحت حتمية في المنظور المادي وفقاً للمعطيات الواقعية.. في هذه الأجواء المرعبة وأثناء ما كان المسلمون يحفرون الخندق كان عليه السلام يحفر معهم وعندما كان يضرب الصخرة كان يكبر مع كل ضربة وبشر بفتح المدائن بلاد الشام وقصور اليمن وفتح فارس وإخماد نارها، كان هذا التبشير متناقضاً مع الواقع المعاش في ظرف كان الواحد من المسلمين يخاف أن يخرج إلى الخلاء لقضاء حاجته، وتم بعد ذلك ما بشر به المصطفى عليه السلام, بينما إثناء النصر كان يحذرهم..
فلنتفاءل ونخلص نياتنا ونوحد الكلمة, ونثق أن الله لن يخذلنا طالما ونحن صادقون في نياتنا وأعمالنا، (ولينصرن الله من ينصره) صدق الله العظيم.. اللهم وحد كلمتنا على الخير واحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.
* عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل
محمد الحميري
دعونا نتفاءل 1336