في الأسبوع الفائت صدر قرار رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادى بإعادة اكثر من 700 ضابط متقاعد إلى الخدمة العسكرية في القوات المسلحة والأمن, هذا القرار وإن كان جاء متأخراً إلا انه قرار إيجابي يصب في صالح الوطن كونه أعاد الحق إلى أهله وسوف يعمل على إزالة جزء من الاحتقان الشعبي الحاصل في المحافظات الجنوبية والشرقية الذى وصل إلى درجة أن البعض كفر بالوحدة وصار يطالب بعودة الانفصال والتجزئة من جديد..
هذه القرارات تعد اعترافاً صريحاً بإخطاء الماضي التي وصلت إلى درجة الجرائم لان هؤلاء الضباط تم إحالتهم إلى التقاعد بصورة تعسفية إقصائية لدواعٍ سياسية وهذه اكبر رسالة لكل الذين ما زلوا يتشدقون بالماضي ويعتبرون إن الثورة الشعبية ودماء الشهداء التي سالت في سبيل التغيير وإسقاط حكم الفرد والعائلة كانت مجرد ترف ولم تكون ضرورة من اجل إيقاف العبث الحاصل في البلاد بسبب سياسية العائلة الحاكمة التي حولت البلاد إلى شركة عائلة الوحدة إلى مشروع شخصي هذه الأفعال هي من صنعت الانفصال وجعلت إخواننا في المحافظات الجنوبية يكفرون بالوحدة ويطالبون بفك الارتباط واستعادة الدولة وتقرير المصير..
ولو أن النظام السابق استجاب لمطالب هؤلاء الضباط الذين خرجوا في 2007 يطالبون بحقوقهم بطريقة سليمة لما وصلت الأوضاع إلى ما وصلت من تعقيد.. وتحول القضية من قضية حقوقية مطلبية إلى قضية سياسية استغلها بعض الساسة الانتهازين الذين قد عفَ عليهم الزمن من اجل تحقيق مصالهم الدنيئة والذى يثر الدهشة والاستغراب انه زعم كل هذا العبث والفساد والظلم الذى حصل في البلاد والذى صار اليوم لا يختلف عليه اثنان نتيجة حكم الفرد وسيطرة العائلة لايزال هناك من يريد أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء مُصر على عودة حكم العائلة من جديد بدون خجل أو حياء كان شيء لم يحدث هذا هو قمة الحمق وعدم الشعور بالمسئولية.
نحن اليوم بحاحة إلى تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة عنوانها الحب والتسامح وبناء يمن جديد موحد ومزدهر.. لكن للأسف هناك من لايزال أسير الماضي مُصر على عدم الخروج منه لا يفكر إلا بمصالحه الشخصية والأنانية وتحقيق نزواته وأهوائه المريضة ليس له استعداد للاعتراف بأخطاء الماضي التي صار حقائق واضحة وضوح الشمس..
لقد خسر الوطن الكثير ووصل إلى حافة الهاوية وصار اليوم بحاحة ماسة إلى أن يعيش حالة من الأمن والاستقرار من اجل أن ينعم المواطن بالحياة الكريمة ويعيش حراً صاحب إرادة بعيداً عن هيمنة القوة المتنفذة...
ما نريده من هؤلاء هو أن يعودوا إلى انفسهم ويخاطبوا ضمائرهم وأن لا يحاولوا الاستخفاف بعقول البسطاء من الناس بعد أن ظهرت الحقائق وبانت جرائم.. لذلك يجب أن نطوى صفحة الماضي تماماً بعد أن نعالج جراحاته وآلامه, فالزمان لا يمكن أن يعود إلى الوراء.
تيسير السامعى
إلى المتشدقين بالماضي ..قليل من الحياء!! 1254