تنظيم الحوثي.. لا نبالغ حين نصفه بالمحتل والمستعمر، صدقاً.. لا توجد أي مبالغة في هذا الوصف، لأنه وصف يصف أمرا واقعا على الأرض.. بشهادة أهالي صعدة ونازحيها ولاجئيها الفارين من جحيم الحوثي وناره، وبشهادة منظمات حقوق الإنسان والصحفيين والأعيان والشيوخ وكل من مر وعاش في صعدة يوماً، ورأى ما يفعله الحوثي هناك!.
***
في صعدة الشقيقة المحتلة!. الحوثي يحتل محافظة صعدة بأكملها احتلالا حقيقيا؛ ومناطق أخرى من بلدنا.. بتمويل ودعم خارجي إيراني كامل وعلني وفاضح.. ومعاونة وتنسيق داخلي من بقايا النظام السابق بقيادة الرئيس السابق صالح وأركان حكمه البائد.. فأفعال الحوثيين وتصرفاتهم الباطشة بحق أبناء اليمن المخالفين لهم في المنهج والفكر والطائفة تدل على سوء نوايا جماعة الحوثي المسلحة تجاه اليمن، وعدم انتمائهم أصلا لهذه الأرض الطيبة وعدم اكتراثهم بمصالح اليمن الاستراتيجية.. بل إن انتمائهم وولائهم الكامل هو أصلاً لمخطط خارجي هناك في طهران!،السؤال الصعب جداً الذي لم يجب أحد عليه في اليمن حتى الآن، هو: إلى متى هذا العبث وهذا الفلتان في أمن البلد القومي وسيادة اليمن التي تداس بالأقدام كل يوم وساعة؟!.. هل رأيتم كم هو السؤال صعب جدا ومحير؟!.. من سيتكرم علينا من ذوي الشأن والقرار ويجيبنا عليه؟!..لا أحد طبعاً!..
***
إن تجرؤ الحوثيين قبل أشهر قليلة وقيامهم بمهاجمة جهة سيادية امنيه عليا في العاصمة- مبنى جهاز الأمن القومي- وأياً كانت الحجة التي ساقوها، فهم لا يحتاجون إلى حجج ولا هم يهتمون أصلاً بالمنطق والعقل والأخلاق ، فمنذ عرفناهم وهم يتصرفون بكل تسلط وافتراء وجهل، يدفعهم طيشهم وانسياقهم الأعمى لتنفيذ المخطط الإيراني، يدفعهم لارتكاب الخطايا والموبقات بحق اليمنيين والمساجد والحرمات والممتلكات، وبحق الإنسان اليمني المظلوم عموماً في كل شيء!.
*****
في الحوار الوطني الشامل.. يناقشون حل مشكلة صعدة.. والحل واحد ليس له ثانٍ، مهما لفوا وداروا وراحوا وطاروا.. سيعود اليمنيون إلى هذا الحل ،لأنه المنطق الوحيد، والأمر الصائب الطبيعي في أي دولة محترمة في الدنيا تحترم نفسها.. وهو الدواء الناجع لصعدة ولليمن أرضاٍ وإنساناٍ على المدى البعيد.. وهو إنهاء حركة الحوثيين كفكر وكيان فاسد خطير غير مخلص وغير منتمي بإخلاص لليمن، وتسليمهم لسلاحهم للدولة، ويبقوا للعيش كمواطنين شرفاء على أن يتعهدوا باحترام سيادة وأمن ومصلحة اليمن وعدم رفع السلاح مجدداً ضد الدولة تحت أي ظرف! هنا فقط: نقول انهم يعيشوا مثلنا كمواطنين شرفاء مخلصين لليمن واليمن فقط.. هذا الحل الوحيد لأي حركة أو فكر أو عصابة تخرج عن الإجماع الوطني وسيادة وأمن الوطن والشعب.. غير هذا لن يكون إلا إضاعة للوقت!.
***
إن على الدولة كدولة أن تفرض سيادتها وسيطرتها وقوتها على كل شبر، وإلا فالقادم سيكون أسوأ.. وحركات أخرى كثيرة ومليشيات أخرى ستنشئ وتتجرأ على الدولة وهيبتها، وسنرى عصابات أخرى ترفع السلاح بوجه الدولة وتختطف محافظات وتسيطر عليها!. لا يصح أن يستمر هذا الوضع الضعيف جداً والمتخاذل من السلطة الحالية تجاه من يمزق ويقسم اليمن ويختطف أراض ومحافظات.. ماذا بقي لنا من وحدة كيان وأرض؟!..وحدة يتغنون بها كسلطة ونخب وإعلام.. بينما على أرض الواقع نجد وضعاً آخر مريراً وغير مطمئن!، يقول البعض: كان على مؤتمر الحوار منذ البداية شطب حركة الحوثي المسلحة والمتمردة، لأنها لم تضع السلاح جانبا كبادرة حسن نية قبل أن تدخل للحوار!، وبالتالي سحب الاعتراف الرسمي (لأنه لا يوجد اعتراف شعبي بها)، وإدراج قادتها ومرتزقتها وكل من يمولها ويساندها.. إدراجهم في قائمة سوداء للخيانة العظمى!.
***
لا يقول أحدكم إننا نقسو كثيراً على الحوثي وتنظيمه, أو إننا نبالغ في انتقاده وجلده.. لسنا كذلك، نحن لا نبالغ.. وانظروا ماذا يفعل هؤلاء الآن مثلا لتعرفوا مقدار الحقيقة الخطيرة التي نعيشها, فبينما القوم (السلطة والأحزاب والنخب والسياسيين) مشغولون بالحوار وكذبة المبادرة والنقاشات والانفصال أو الفيدرالية ووو، ماذا يفعل الحوثيون على الأرض.. معلومات استخباراتية أكيدة (كما تقول الأخبار) عن انتشار مليشيات الحوثي بشكل ملاحظ في عدد من مديريات العاصمة(صنعاء!!) مستفيدين من انشغال السلطات بالحوار الوطني، فاستغل الحوثيون حالة الوفاق الموجودة الآن وعملوا على زيادة انتشارهم في مناطق مختلفة للتسلح والتمركز اكثر!!.. ماذا يريد الحوثيون من صنعاء(العاصمة!) لينشروا كتائبهم وميليشياتهم المسلحة في أرجائها المسالمة؟! ..في أي بلد غير بلدنا يسمى هذا إعلان حرب صارخ وواضح!.
***
هذه المعلومات الخطيرة يعلمها الرئيس وقيادة وزارة الدفاع والحكومة والأجهزة الأمنية بكل أفرعها.. مع هذا يتم تجاهل الأمر.. على نحو مريب! كما لو انهم يقولوا للحوثي: اكمل عملك؛ فلن يعترض طريقك احد!!.. حسنا.. سنرى إلى أين ستوصلنا تصرفات وسياسات أصحاب القرار في بلدنا وسترينا الأيام غداً ما خفي عنا اليوم من أمور وتصرفات لا نفهمها ممن يحكمونا اليوم!.
***
أظن أن كل الناس تتفق معي على أن كل المشاكل والكوارث التي عاناها أخوتنا مواطني صعدة (المحافظة المحتلة من الحوثي)على كل الأصعدة الأمنية والاقتصادية والإنسانية، سنجد أن كل ذلك سببه الحوثيون.. منذ ظهورهم المشؤوم، وصعودهم ونموهم التصاعدي المشبوه، وكل المصائب تتابعت على هذه المحافظة وأهلها الطيبين.. نطالب كشعب متضامن مع إخوته من مواطني صعدة المنكوبين بالحوثي وجرائمه ومتعاطفين مع معاناتهم وعذاباتهم, نطلب: اعتبار الحوثيين حركة متمردة ومنتسبيها (خونة)، وهذا باعترافهم هم أنفسهم على أنفسهم، حيث أقروا على لسان زعيمهم(عبد الملك الحوثي) أنهم يتبعون ولاية الفقيه، ومعلوم أن الانتماء والولاء لأي جهة خارجية معناه في كل دول العالم (خيانة عظمى).. وولاية الفقيه ببساطة يكفي أنها جهة خارجية لا شأن لليمن بها على كل الأصعدة.. فشعب اليمن شعب سني في غالبيته الساحقة.. فكيف يريد هؤلاء تمرير ولاية الفقيه على الشعب السني.. وفرضها من قبل جماعة وتنظيم مسلح.. لا تمثل ١% من الشعب اليمني(ستسيل انهار من الدماء بسبب ذلك أن حاولوا فعله مما يهدد امن البلاد)، جماعة تعلن على أرض يمنية انتمائها وولائها لجهة خارجية معادية لليمن (هي ايران وولاية الفقيه).
***
ختاماً.. إن الأكيد أن مصير هؤلاء الحوثيين وفكرهم وكيانهم العدواني العنصري هم وأسيادهم إنشاء الله إلى زوال.. لانهم بنوا كيانهم كله أصلاً على باطل وانتماء خارجي وتنفيذ أجندة خارجية بحتة.. لكن كنا نريد من ولاة أمرنا اليوم أن يقللوا من الخسائر المحتملة، ويختصروا الوقت والكلفة على اليمن شعبا وأرضاً.. علينا النظر إلى خطر (ذراع ايران في اليمن) الذي يستفحل، وأفعالهم العنيفة والمتمردة العلنية في صنعاء وقبلها صعدة وباقي المدن اليمنية.. فماذا ينتظر الرئيس ووزير الدفاع المحترمان؟.. خذوا العبرة أيها اليمنيون مما يفعله الآن حزب الله.. انظروا ماذا يعمل الآن, إنه يجر لبنان نحو خراب وحرب شاملة واقتتال شامل بعد تدخله السافر المخزي في سوريا.. تأملوا ولاحظوا, فلبنان الآن على شفا حرب طاحنة ،وليست كأي حرب مرت بها لبنان، لان هذه المرة ستكون حرب إقليمية شاملة طائفية عقدية.. وبالتالي فان حزب الله جعل استقرار ومستقبل لبنان في مهب الريح.. وكان يمكنه أن يوفر على بلده وشعبه وينأى بنفسه من التورط مع نظام دموي ساقط لا محالة، ويحافظ على خط المقاومة ويوفر قوته وطاقته لمواجهة الخطر الاستراتيجي الأساسي للبنان والعرب وهو إسرائيل! بدلاً من استنزافها ضد الشعب السوري المتطلع للحرية!،لكنه اختار الطريق الخاطئ.. وهذا سببه: ولاء الحزب المطلق لجهة خارجية (ايران وولاية الفقيه) ولم يكن ولاؤه لبلده (لبنان)، فاختار تنفيذ إملاءات وأوامر ملالي وحكام طهران!.
***
نفس الشيء ينطبق على حركة الحوثي.. الذي يأخذ نموذج حزب الله كأنموذج وقدوة يحذو حذوه تماما، فهل ننتظر أن يجرنا هؤلاء إلى حرب إقليمية أو محلية بأوامر من الملالي في طهران، أو تنتظر قيادة اليمن منه أن يجر اليمن إلى اقتتال داخلي بسبب أفعالهم العدوانية الخطيرة ضد المواطن اليمني المسلم!، وليس ضد أمريكا وإسرائيل!.
***
سنظل نقول: إلى زوال إنشاء الله يا عملاء المجوس، ويا كل ظالم تجاوز وظلم الناس، سيخذلكم الله بدعوات كل المظلومين المقهورين.. الذين شردتموهم وقتلتموهم وأحرقتم وأحتللتم بيوتهم ومزارعهم وحياتهم.. ولا دام للظالم وجود أو صوت.. وغداً سأقول: صبراً يا بلادي.. سيطلع قريبا ضوء النهار.
لينا صالح
صعدة المحتلة 1491