أثار تصريح وزير المالية السعودي الذي دعا فيه مصر مؤخراً للبحث عن موارد أخرى بدلاً من الاعتماد كلياً على تدفق المال الخليجي, أثار كثيراً من الردود على المستوى المصري، حيث عده البعض تملصاً من المسئولية، وهروباً من واقع أصبح آيلاً للانهيار لا محالة.. والبعض رأى فيه اعترافاً غير صريح من الجانب السعودي بأن الانقلاب أصبح يسير عكس اتجاه ما كان يخطط له الانقلابيون، ورأوا أن الأمور في طريقها إلى منزلقات اقتصادية سحيقة ستأتي على حكم العسكر بالدمار وذهاب سلطتهم حين لن يستطيعوا الصمود في وجه العاصفة مع ما تعيشه مصر من صمود أسطوري لأنصار الشرعية الذين ما زالوا يطالبون بعودة رئيسهم.
هذه الأحداث وغيرها من الشواهد التي أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لا يعتقد عاقل بأن العسكر باستطاعتهم أن يواجهوا مثل هذه الانهيارات التي أصبحت تفت في عضد انقلابهم قبل أن تقلب الطاولة عليهم..
وما يؤكد مثل هذا الكلام التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء المصري الذي اعترف فيه بأن المنح التي التزمت بها السعودية والإمارات والكويت قد تم استلامها كاملة.. ويا للعجب، تم استلامها والشعب لا يدري ماذا فعلت بها سلطة الانقلاب, فلا اقتصاد ناهض بحسب ما كانوا يروجون، ولا أوضاع أمنية مستتبة، ولا أحوال معيشية في تحسن، بالإضافة إلى أن حالة الطوارئ قد تم تمديدها شهرين قادمين، وحضر التجوال ما زال قائماً وإن أوهمونا أنهم قد خففوا من ساعاته.. طبعاً هذا الحظر لا يعترف به الصامدون في شوارع مصر كلها ولا يعني لهم شيئاً، ولا ننسى أن مترو الأنفاق ما زال القطاع الأوسع منه مغلقاً حتى اليوم، حركة جزئية قام بها الإنقلابيون حتى لا يتم تجمع أنصار الشرعية في القاهرة والمدن الرئيسية لئلا يلفتوا العالم إلى تظاهراتهم في القاهرة.
إنهم يمكرون وما علموا أن الله يمكر بهم و يدبر للمخلصين من أبناء مصر، أما المال الخليجي فلن يدوم للعسكر وأمر طبيعي أن يتم الحد من تدفقه وقطعه في المستقبل لأنه لا يعقل أن يظل المال الخليجي بقرة حلوباً يدرون منها وقتما يشاؤون.. لذلك كان تصريح الوزير السعودي وتوجيه رسالته الصريحة لقادة الانقلاب "اشتحطوا كما هي إلا فزعة".
ما يجب التذكير به في هذا المقام أن من تاجروا بدماء الشهداء، وقتلوا خيرة الأبناء لمصر، وعاشوا على أرزاق الغلابى، ورقصوا على أوتار وأنغام الأشلاء, سيأتي عليهم يوم وليس أي يوم, فكل بطاح من الناس له يوم بطوح, ولكن الظالمين لا يفقهون.
إضاءة:
يا أمتى فاستيقظي.. النوم طال
إن النهوض وبالذين ترينهم أمر مُحال
فجميعهم أبطال جعجعة أرانب في النزال
وعلى صدورهم نياشين القتال ولا قتال
هذا العقيد وذا اللواء وذا الفريق الماريشال
ورُتب وتيجان لمن خاضوا المعارك في الخيال
يحيا الرئيس.. خذوا سلاماً للرئيس أبا النضال
والخِصم يا للخصم يلتهم السهول مع الجبال
والله إني لا أشـَهـِـر .. أو أبالغ .. أو أغال
لو ينطق التاريخ في أيامنا هذه لقال
فليلبس القواد والضباط فستانـاً وشال
وليخلعوا تلك النجوم ويدفنوها في الرمال
يا سعد بلغ خالداً أن الجهاد له رجال
مروان المخلافي
اشتحطوا كما هي إلا فزعة 1295