هذا العنوان يمثل سؤالاً يستحق كل اهتمام ودراسة وتفكير، والأهم: أنه يستحق إجابة!.. فمن يملكها !..إن ثنائية الحوثي والقاعدة ثنائية عجيبة وكارثية منذ أن بدأت نواتهما الأولى في اليمن لأول مرة بدعم وصناعة من النظام الفاسد للمخلوع(صالح).. ثم أكملت ايران الدعم والتبني الكامل لتنظيم الحوثي تحديدا، وقامت بتمويل كل نشاطاته وتسليحه وتدريب شبابه وكوادره.
***
الحوثي.. القاعدة.. حين يمر هذين الاسمين أمامي، أجد في نفسي شعورا يقول: ما أعظم المؤامرة!،وما أعظم الخديعة التي ندور حواليها ولا نراها!.. القاعدة.. الحوثي.. هما كيانان يمثلان العائق العظيم أمام تقدم وانطلاق اليمن نحو المستقبل والتغيير والتقدم!!..نعم، إنها حقيقة، نتعامى عنها ونقلل من شأنها ويحاول أصحاب القرار مسايرة هذين الكيانين وتفادي المواجهة و الصدام المباشر معهما إلى أجل غير معلوم.. وهم بذلك إنما يتجنبوا مواجهة الحقيقة !..حقيقة: إن مهادنة ومجاملة من يحمل سلاحا وغدرا ضد الشعب والدولة والممتلكات وأمن البلد، ويدمر البنى التحتية ،ويستعبد المواطنين في القرى والمدن والنواحي ويذلهم إذلالاً ،ويمتهن كرامتهم الإنسانية!.. ماذا يمكن أن نسمي كل هذا التساهل والخنوع من قبل السلطة الحاكمة؟.. خيانة وتآمر؟!،إنها عبارة تحمل قدر كبير من الحقيقة والدقة، والغموض والحيرة!.. أو على الأقل سنقول أن السلطة وقيادة اليمن تعاني: ضعفا وعجزا ولامبالاة، وهذه الصفات غير مقبولة بالمرة في هذا الوقت بالذات، إنه ضعف وعجز لا تحتمله المرحلة، فحجم التآمر والخطر الذي يحيق بالبلاد من الداخل والخارج وصل مراحل متقدمة وخطيرة.. ثم السؤال الذي لا يجيب عليه أحد!.. والذي يحير كل من يعيش على هذه الأرض اليمنية : كيف تم زرع هذين الكيانين العدائيين والوحشيين في موضع خطير من الجسد اليمني، في غفلة من الشعب وقبائله ورجالاته ونخبه ومثقفيه؟.. وفي ساعة كانت سوداء مظلمة من تاريخ حياتنا، حتى بتنا نراهم واقعا جاثما ثقيلا على آمالنا، وكابوس ينهش ويفترس حلمنا الجميل بالتغيير، ومعيقا لنا من الانطلاق للمستقبل، معيقا لنا عن بناء بلدنا والتخلص من الماضي البئيس الذي ننجذب نحوه رغما عنا، لا ندري كيف، ولكنا بحق ننجذب بكل قوة وقسوة نحو هاوية يراد لنا أن نغوص فيها وننشغل بمصائبها ومشاكلها التي لا تنتهي، عن التوجه لبناء المستقبل المشرق الذي نحلم به، وطالما انتظرناه!.
***
فالقاعدة كتنظيم شأنها كبير وعميق جدا.. وقضيتها ضخمة للغاية.. ليس لأن حجمها كتنظيم هو الكبير والضخم.. بل لأنه تم تضخيمها وإعطائها حجم هائل عملاق عالميا أكبر منها بكثير، وبأكثر مما تستحق.. تضخيم يدعو لريبة وشك عظيمين!!.. ويحفز للتفكير والتأمل والتساؤل بكل قلق الدنيا: لماذا تعطى القاعدة كل هذا الحجم الهائل الجبار(الذي نعلم زيفه وكذبه ونعلم بساطة هذا التنظيم الذي جعلوا منه أسطورة!)..لماذا يا أولي الألباب يتم تعظيم خطرها ومكانتها في كل بقاع العالم؟!..لماذا؟!
***
مأساة اليمنيين: ثنائية القاعدة والحوثي.. كيانان يعمل من يقف خلفهما على تنفيذ أجندة ضخمة وخطيرة وشريرة في منطقتنا العربية ،وفي اليمن تحديدا !.
***
تتكشف الحقائق المذهلة كل يوم عن حقيقة ما جرى في ١١سبتمبر ٢٠٠١م في أمريكا..آخرها أن انهيار البرجين الذي تم أمام العالم كله وبث على الهواء مباشرة في كل وسائل الإعلام العربية والأوروبية والأمريكية.. كان عن طريق متفجرات(مخصصة لتفجير وإزالة المباني والعمارات التي يراد إعادة إنشائها وبنائها من جديد) وضعت بأسفل البرجين، وبالتالي فإن البرجين لم يتهاووا ويسقطوا بسبب الحريق الذي سببه ارتطام الطائرتين بهما ..لأن انهيار البرجين تم بشكل عمودي ومستقيم تماما بلا أي ميلان أو اهتزاز!.. انفضحت اللعبة!.. كان الهدف من العملية الضخمة تلك بتفجير برجي نيويورك وباقي الطائرات في ١١سبتمبر٢٠١١م..كان الهدف الخبيث من هذا الفيلم القذر كله: لتبرير غزو وسحق وتدمير ونهب منطقتنا العربية والإسلامية !..هل يمكن أن يتصور أحدكم هذه الحقيقة؟.. وكيف قام الأمريكان وبدفع من اللوبي الصهيوني المسيطر على مراكز صناعة القرار في أمريكا, قاموا بالتآمر على شعبهم!. وقررت الإدارة الأمريكية المتصهينة بقيادة بوش الابن( الصهيوني المتطرف حتى النخاع) قررت التضحية ببضعة آلاف من مواطنيها الأمريكيين وببضعة طائرات ومبنى البرجين العالميين، مقابل ما اعتقدوا أنه سيكون استعمارا سهلا لمنطقتنا، ولنهب بترول وثروات العراق وأفغانستان ،مخطط تمنوا به تعويض الخزينة الأمريكية المنهكة والجشعة.. التي لا تشبع!..
***
لكن القوم تعرضوا لصدمة قاسية في العراق وأفغانستان ،ووجهوا بمقاومة مزلزلة لكيانهم، فلم يدم وجودهم في العراق مثلا بضعة أعوام ثم انسحبوا وسلموا العراق أرضا وشعبا لعدو العراقيين اللدود :إيران الفارسية وجحافلها المرتزقة الحاقدين.. الذين ارتكبوا في العراق أبشع الجرائم حقدا وغلا، ولا زالوا يفعلون.. قاتلهم الله!.. كم هم قتلة ومجرمون، لا ينتمون لصنف البشر!!.
***
إن موضوع تنظيم القاعدة صعب ومعقد ،وحقيقة حجمه ووجوده.. وحقيقة مصالح الدول الكبرى والأنظمة العربية المستبدة تجاه هذا التنظيم الذي تم منحه وأعطي حجما وقيمة خرافية ..يلاحظ المراقب العادي كم أنها مبالغ فيها كثيرا، والهدف: استغلال الإرهاب المزعوم لتنفيذ أجندة ومصالح لدول وحكومات إقليمية وأجنبية.. مصالح دولية غير شرعية.. إنه موضوع متشعب.. ربما أتطرق له في مقالة أخرى. سأحاول في المقالة القادمة بإذن الله استقصاء النصف الثاني من ثنائية الموت (القاعدة -الحوثي) ،ولنرى ماذا وراء تنظيم الحوثي تجاه اليمن؟!.
لينا صالح
الحوثي يعمل لإيران!.. فلمصلحة من تعمل القاعدة؟! 1494