قبل حوالي شهر ونصف وتحديداً في شهر رمضان المنصرم شهدت منطقة هجده بمحافظة تعز احتجاجات هي الأولى من نوعها سرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات إلى اشتباكات بين رجال الأمن وشباب المنطقة في مديرية مقبنة بعد أن قام المحتجون بقطع الخط الرئيسي الرابط بين محافظة تعز- الحديدة, مطالبين بربط التيار الكهربائي, وقد أدّت هذه الاشتباكات إلى إصابة بعض الشباب منهم بجراح خطيرة وما يزال أحدهم إلى اليوم تحت العناية والرقابة الطبية.
هذه الاشتباكات والاحتجاجات جاءت بعد وعود عرقوبية حول إيصال وربط التيار الكهربائي لمديرية مقبنة, بحيث أن الوعود لم تنفذ قولاً ومضمونا وكل الوثائق والمسودات المتواجدة على طاولة المحافظة كانت عبارة عن حبر على ورق مما دفع الشباب إلى الغضب وقطع الشارع الرئيسي رافعين أصواتهم وصرخاتهم لأصحاب السادة المعالي، فاقت السلطة المحلية بعد نومها العميق بعد هذه الاشتباكات وتحول الحديث عن مشروع الكهرباء إلى جدال واسع بين عدد من الأطراف والشخصيات الاجتماعية وشيوخ المنطقة ومدير مؤسسة الكهرباء ومدير أمن تعز وغيرهم.
محافظ المحافظة شوقي هائل من جانبه أشار بأن ربط التيار الكهربائي لهجدة والقرى المجاورة بمديرية مقبنة سيأتي في القريب العاجل بعد اجتماعه بالمشائخ والأعيان وأعضاء المجلس المحلي في المديرية, واستنكر في الوقت ذاته قطع الطريق الرئيسي وإطلاق النار من قبل رجال الأمن, حسب وصفه.
هنا لم يتبق َأمامنا سوى الكثير من علامات الاستفهام: مشروع كهرباء هجدة والقرى المجاورة هل أصبح حقيقة أم خيال بعد هذا العناء الذي لا يدرك مداه إلا الحي الذي لا يموت؟!.. سنوات عجاف مرت على هذه المديرية الواسعة ولم يسمع أحداً لهذا النداء المتشحب سوى الفساد الذي يعلو ولا يُعلى عليه.. فعقارب الساعة دائماً لن تعود إلى الوراء والزمن الذي لم يتغير لابد أن يفيق به الإنسان ذاته نحو الطريق السوي وإنّ بعد العسر يســرا والظلام الدامس لابد له من شروق, وبالتالي عندما يدرك المواطن المغلوب هذه الخصال الثلاثة يستطيع أن يحقق ما يستحيل تحقيقه في الحياه.
مقبنة اليوم بحاجة إلى رفع معنوياتها الراكدة ليتحول هذا الركود إلى حشود جماهيرية ضخمة تحب الخير والبناء ليبقَى لهذا التكاتف أثره الإيجابي في المنطقة، فمشروع الكهرباء لهجده وما جاورها قطرةُ من فيض, فنتمنى أن تتكاثر القطرات الخيرية حتى يهل علينا غيث الرحمة لا غيث العذاب.
خليف بجاش الخليدي
مشروع كهرباء هجدة.. حقيقة أم خيال 1631