كثيرا ما أثار هذا الموضوع جدلاً كبيراً في الوقت الذي مازال يقتل زهور تأبى ألا تُفتح بعد الانتهاكات التي تتعرض لهن القاصرات تحت سقف الدين والعادات والتقاليد.. موضوع زواج القاصرات يتفشى بطريقة مرعبة, ولعل آخر ما علمناه هو قصة موت إحدى القاصرات ليلة زفافها وقصة وردة وما خفي كان أعظم..
ما ذنب هؤلاء والكثيرات غيرهن حينما يقعن ضحايا جشع الآباء في المرتبة الأولى وطمعهم النابع من الجهل المستفحل بأضرار الزواج المبكر نفسياً وجسدياً؟!.
المرأة التي ينظر إليها الرجل من نافذة رغبته كجسد دونما روح, تدفع ثمن غريزته, فتموت.. أما هي من ينظر إليها كامرأة لها روح ومن يشعر بها حينما يسلّمها رجل أيضاً ليد رجل ليس بأكثر جشع من الأول!..
الغريزة التي تجعل الرجل كالحيوان لا هم له سوى فريسة يتلذذ بقتلها, ثم يمضي للبحث عن فريسة أخرى فلا يراها أبعد عن سرير هي ذاتها التي تمنح الرجل الدفء والاستقرار إذا كانت في أوانها, فلا تسبب ضرراً لأي كان وليس في عمر الطفولة..
ففي الوقت الذي تبحث فتياتنا القاصرات عن أحلامهن في ألعاب الطفولة وكراسة الرسم وسطور الكتب, يبحث الآباء عن حمران العيون وأصحاب الكروش, فتُباع أحلامهن وتُقتل بورقة يسمونها (عقد زواج) وبدلاً من أن يشتري روحاً وجسداً وقلباً يشتري (خادمة).. كم هي قاسية هذه المفردة وقعا على مسمعي وما أهونها على قلوب الآباء وجمهور المتفرجين الغفير!.
لكل من يهمه الأمر.. للآباء والأمهات.. لرجال الدين والساسة والمختصين: أوقفوا هذه المهزلة، هذه الجرائم التي تُرتكب باسم الدين والعادات والتقاليد البائدة وأنقذوا الطفولة من فكي وحش اسمه (رجل) ومجتمع مازال ينظر للأنثى من ثقب ضيق, مهمشا للبراءة والجمال الأنثوي في فطرتها.. أنقذوا الطفولة في اليمن؛ الطفولة المنتهكة والمعمّدة بالجرائم (القتل والاعتقال والحبس والسجن والضرب والتعذيب الجسدي والاختطاف والاغتصاب وهتك العرض والزواج المبكر والاستغلال والتهجير والإهمال والتحرش).. يــــــكــــــــــفي.
أحلام المقالح
القاصرات.. من ينقذهن؟! 1428