الأخ الرئيس (هادي)، ومن خلال قراراته الأخيرة (العملية الناجعة)، يضع الحلول الإجرائية الواضحة، موضع التطبيق، والتي ينبغي -أيضاً- تعزيزها بالتعويضات المادية والمعنوية وبأثر رجعي، للعائدين وغيرهم من المظلومين، إلى أعمالهم ووظائفهم وتأدية واجبهم ،بعد سني الاستبعاد والظلم والإقصاء والقهر العجاف التي مورست في حقهم.
إن هكذا قرارات من شأنها أن تمثّل الأسس المتينة، لترميم وردم شرخ البنيان السياسي والاجتماعي الوطني وعدالة القضية الجنوبية.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشروخ والصدوع التي أحدثتها عصابات الحقبة السوداء كبيرة وكثيرة ومتشعبة، وتحتاج للكثير والمزيد من المعالجات والحلول واتخاذ القرارات وتطبيق الإجراءات، على طول وعرض وامتداد الجغرافيا اليمنية الواسعة..
فلقد طمست عصابات وعائلة (صالح) على أعين وقلوب اليمنيين جميعاً ، والتبست صورة الوطن لدى الكثير بسلوك السلطة وممارساتها للظلم والقهر والفساد والاستئثار والاستغلال والتجهيل والفقر المنسي لكل الأحلام الوطنية التي داعبت المشاعر بتحقيق الوحدة الجامعة لأجيال وعقود..
ومن ثم أحالوا الحلم كابوساً ،يطل على واقع الناس ومعاشهم وحقهم في الحياة الكريمة، ما تسبب بالخلل الذي نلمسه في طريقة التعبير القهرية التلقائية عن الإحساس بالظلم والغُبن وعدم التفريق بين المبدأ والممارسة..
وثمّة معادلة أساسية في تجسيد الشعور بالولاء الوطني، وهي معادلة الحقوق والواجبات.. فمعرفة المواطن لحقوقه في وطنه، كفيل بأن يجعل منه ركيزة أساسية في المحافظة على السلم والأمن الاجتماعي والوطني وهو الواجب المفقود الذي لن يعود إلا بتمكين المواطن من حقه ليؤدي واجبه، كما هو الحال في البلدان التي رسخت قوتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية بقوة عدلها لمواطنيها.. وقديماً قالوا: (العدل أساس الملك), وإن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت على غير الإسلام، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت على الإسلام.
نتمنى من الأخ رئيس الجمهورية أن يمضي قدماً في اتخاذ القرارات القوية التي تؤسس لبناء اليمن الجديد، الذي يتسع لجميع أبناءه.
* رئيس إعلامية مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية
أحمد جعفان الصبيحي
معالجة الأسباب أساس الحل 1187