في ورش العمل التدريبية, حيث الحديث عن محور القيادة, وسمات القائد الباني, نثير جدلاً حول من هو القائد الباني, هل هو من يهتم بالإنسان أم هو من يهتم بالعمل؟
وبعد اعتصار آراء الحضور, نطرح الإجابة بعرض النظرية الأحدث, والتي تؤكد بأن القائد الباني هو من يهتم بالاثنين معا!
هذا في مجال القيادة..
أما عند الحديث عن الإدارة فلا غرو أن يتعامل المدير التنفيذي بقسوة لإنفاذ القرارات الصادرة عن القيادة..!!
وسواء حظيت "تعز" بمحافظ قائد أو مدير, فإن المؤكد بأن المسئول عما يحدث في الآونة الأخيرة من سحق لبضاعة الباعة المتجولين بجرافات البلدية دونما شفقة أو رحمة, منقطع الشعور بالإنسان, ولا يعرف شيئاً عن أحدث نظريات الإدارة:
 (إدارة الأولويات)
بالله نبئوني يا سكان تعز:
 هل تم رفع القمامات وتنظيف الشوارع منها لاحتواء كارثة بيئية ستأتي على البقية المتبقية من قوى المواطن المثقل بالأعباء, والمكلل بالإعياء من لهاثه وراء لقمة عيش مغموسة بعرق الذل والمسكنة؟!
هل وصلت المياه والخدمات للأحياء الحديثة التي تحيط بتعز من كل الجهات, ويعيش سكانها عيش البدائيين في حاضرة الثقافة؟!
هل تم تنظيف المؤسسات من غول الفساد؟؟
هل استتب الأمن وسكت صوت الرصاص في هجيع الليل وعز النهار؟
هل تم القبض على زعماء العصابات الذين شوهوا وجه تعز الوادع بعنف غريب, دخيل على مدينة العلم والشعر والأدب.. وهم معروفون ومعلومون من قبل أقل شرطي, ولأعلى رتبة؟
وهل.. وهل..
وهل وصلت الإنجازات في محافظة تعز لمنتهاها, فلم يتبق أي عامل مشوه لمدينة تعز سوى عربات الباعة البائسين, ليصدر الفرمان السامي بسحقهم, وتغييبهم عن العيون المترفة كيلا تتأذى بمرآهم؟؟!!
 قامت البلدية الموقرة المحملة بذنوب قديمة وحديثة يتلطخ بها تاريخهم الأسود تجاه أبناء المحافظة بتحطيم وإتلاف أرزاق هذه الفئة الواسعة من الفقراء الكادحين, فأين سيذهبون يا محافظ تعز؟
من أين سيقتاتون ويطعمون صغارهم؟
شوارع تعز ضيقة بالفعل, لكن موارد الأرزاق فيها لهذه الفئة أضيق!
نزلت الأمطار وبردت الأجواء, ونام الآمر والمنفذ لهذه المظلمة في فرشهم الوثيرة متنعمين!
أما هم.. في بيوتهم الباردة, فقد صعق البرد عظامهم, ونام الصغار وهم جياع لأن عربة أبيهم حطمت بقرار من القائد الإنسان!!
نم قرير العين, فأنت لم تر ذلك البؤس, لم تر دموع العجز في عيون رجل حطمت عربته وتبعثر رزق عياله, ورجع إليهم في المساء صفر اليدين..!