يبدو أن ثورات الربيع العربي كشفت وفضحت الكثير من الأمور التي كانت في غيابة المجهول الذي لم يكن يدركه الكثير من عمالقة السياسة في الشعوب التي ظلت تعاني منذ عقود, فكشفت الثورة السورية أشياء ترجمت من خلاله الأقوال الفكرية والسياسية وسباق النفوذ إلى أفعال ومنافسات وحقائق كانت مدفونة ومخفية على أرض الواقع, كشفت الثورة السورية خبايا القوى الطائفية والقوى السياسية والاقتصادية التي تفردت بمقومات النفوذ الفكرية التي جعلت من القوى الداعمة والقوى المناهضة أن تتحرك وتكشف عن جميع أوراقها والسباق على بسط النفوذ وتبعية الأنظمة الجديدة في المنطقة, وإلحاق العيوب والأسباب في هذه الأزمة إلى طرف ثالث يصارع على البقاء والحفاظ على مقومات الهوية العربية وبنموذج الديمقراطية المتاحة..
فبرزت الطائفية في صدارة مخرجات الثورة السورية مهما كان بطش نظام الأسد ومهما تكالبت القوى الغربية بقيادة أمريكا لضرب الشعب السوري وبتمويل عربي يسعى لتحقيق أهداف من وراء هذه المخرجات بغض النظر عن دعم الثورة السورية أو مساعدة الشعب السوري, فأظهرت الثورة السورية حقائق وخبايا الحقد اليهودي في إشعال فتنة المواجهات بين القوى العربية والإسلامية الإسلامية في مختلف الجوانب المدنية والطائفية والعسكرية..
بخلاف الثورة المصرية التي كانت بمثابة الأم الحنون لكل الثورات العربية والتي كانت في صدارة الشموخ والكبرياء وإعادة الثقة لكل العرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين, فكانت ثورة متكاملة في البداية, فظهرت للوجود ونجحت في تأسيس نظام مدني ديمقراطي لم يحصل في أي دولة في العالم بهذه السرعة وبهذه السهولة, ففضحت الثورة المصرية زيف وحقد وكراهية العديد من القوى المصرية للمشروع الإسلامي من أساسه, بغض النظر عن نظام مرسي أو حكم الإخوان.. وفي نفس الوقت فضحت الثورة المصرية تلك الأنظمة العربية التي تظهر الإيمان وتبطن الكفر للمشروع الإسلامي الحقيقي.. فشكراً للثورة الكاشفة, وشكراً للثورة الفاضحة.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
الثورة الكاشفة.. والثورة الفاضحة 1301