لابد أن اعترف أولا أن الليبراليين العرب أنواع ومن الإجحاف الشديد وضعهم جميعا في سلة واحدة فمنهم من هو وطني حتى النخاع وليس مفتونا بالحضارة والمفاهيم الغربية إلى حد الهوس ويمكن أن نصف هذا النوع من الليبراليين باللبرالي العربي التحريري وأعتقد أننا بأمس الحاجة لهذا النوع من القوميين التحريريين لكنهم قلة قليلة وصوتهم منخفض قليلاً اذا ما قورن بجعجعة اللبراليين المتأمركين الذين كفروا بكل ما هو عربي ووطني وإسلامي, بل إن الصنف المتأمرك صاحب حظوة واضحة في وسائل الإعلام التي تدعي الليبرالية نعم (تدعي) فاللبرالية بتعريفها الغربي تعني إن يكون لدى المرء وجهات نظر تدعو إلى التقدم والإصلاح وتشجيع الحريات الشخصية ونشر قيم التسامح والتحرر وهذه صفات بريئة من الليبراليين برأت الذئب من دم يوسف وهي معدومة إلى حد كبير لدى العديد من الليبراليين الجدد المتأمركين وأكرر المتأمركين لأن هناك تماثلاً عجيباً لو لاحظنا بين المحافظين الأمريكيين الجدد والليبراليين في بلدنا من حيث اللباس والقيم الجميلة كالليبرالية والمحافظة السياسية (ثيابا جديدا )بشعا ويكاد أن يكون الطرفان في وئام تام, فكما أن المحافظين الجدد يستهدفون الإسلام بمخططات شيطانية ترمي إلى ضربه في الصميم وتفصيله على مقاساتهم الفكرية الخبيثة, فدول الربيع العربي كشفت قناع أليبراليين الجدد أن لأهم لهم هذه الأيام إلا النيل من الثقافة والدين الإسلامي ولرموزه من معارضيهم بشتى الطرق وتصويرهم على أنهم مصدر كل الشرور والتخلف والانحطاط إلا أن الوضع الحالي والوجه الجديد لليبراليين قال عكس ذلك بأن الإسلاميين أكثر وعيا وديمقراطية من الليبراليين..
وما يضحك الكثير في كتابات وضجيج (الليبراليين), أنها تستخف بعقولنا كما لو أنهم وحدهم فقط من يفهمون بالديمقراطية فقد صدعوا رؤوسنا وهم يدعون إلى العودة إلى الشعوب في الانتخابات والقرارات المصيرية كونها هي التي تعطي الشرعية للحكام والأنظمة، ولكن ما إن تؤيد تلك الشعوب الأحزاب الإسلامية حتى ينها لون عليها شتما وتحقيرا. فالشعب المصري مثلا الذي انتخب مرسي من حزب إسلامي لرئاسة مصر هي انتخابات غير مقبولة ،وهو أقصى معارضيه وأتى من حزب عدو للبرالية في نظرهم.. والشعب التونسي والليبي...و... الذي انتخب حكومات إسلامية شعوب خاطئة وغير ناضجة وغير جديرة بالاحترام .هكذا تنضر الليبرالية الجديدة ((ديمقراطية حسب الطلب)) وعندئذ تختفي الشرعية الشعبية من كتاباتهم ونهيقهم وتصبح الشعوب (قطعان) شعبوية فقط لأنها تسير على هواهم, ولطالما رفضتهم الشعوب يعودون إلى الانقلابات العسكرية والاغتيالات وملاحقة وسب معارضيهم الفكري والإيديولوجي والمضحك هنا لقدا صبح لدينا لبراليون يتعلقون بالعسكر وهائلا أعجب ليبراليين في العالم، وعلمانيين يتحالفون مع الكنيسة وهذه من غرائب الدنيا.
بالله عليكم أي إساءة هذه إلى الديمقراطية والليبرالية وأطاحوا بالحرية والرأي والأغلبية والقومية والوطنية والعروبة خلف ظهورهم؟، أي مهزلة ونفاق أبشع من هذا؟, ألا تقول الديمقراطية بالأخذ برأي الأغلبية ولو كانت على خطأ؟, ألا يمكن الحديث بسهولة ويسر عن (أصولية ليبرالية) مقيتة كتلك الموجدة حالياً في مصر وتونس, ...و.. حيث الهم الرئيسي لليبراليين استئصال الإسلاميين وليسوا مستعدين أن يسمعوا إلى أي رأي يطرحه أعدائهم الأصوليون, أو القوميون أو الإسلاميون عملا بمبدأ (لا حرية لأعدا الحرية) التي يفصلونها حسب مقاساتهم طبعاً؟, ألا تحضنا الليبرالية في تعريفها الغربي على التسامح مع الآراء المعارضة وتقبلها ومناقشتها بدلاً من الدعوة إلى اجتثاثها عن بكرة أبيها؟.. وبعد كل ذلك ألم يتضح بعد أن الليبراليين أقل ديمقراطية من الإسلاميين؟.
محمد حفيظ
ليبراليون جدد بوجه قبيح 1448