في تصوري البوابة الرئيسية التي يمكن من خلالها العبور باليمن إلى بر الأمان تبدأ بالإعلام والسعي قدماً نحو ترشيده، وتصحيح مساره حكومياً كان أو خاصاً إلا أنه في الأخير أكيد سيكون إعلاماً مسؤولاً، متسماً بخلق المهنية التي يجب أن تكون حاضرة في نقل الخبر وطريقة عرضه، إعلاماً يتقي الله في وطنه فلا يكون أداة للفرقة والاختلاف، وبوقاً في تأجيج المشكلة وتوسيعها، إعلاماً يكون القائمين عليه على قدر كبير من الوعي الرشيد الذي يؤمن بتعدد الآراء، وأحقية أصحابها التعبير عنها بطابع حضاري يكون الإنصاف والموضوعية سيد الموقف، لا التراشقات الجانبية والمهاترات اللا مسؤولة، يندى جبين من يتأمل في إعلامنا اليوم وما وصل إليه من خبط عشواء تضر أكثر مما تنفع، فالجميع في شراك المواجهة أو الدفاع، هكذا شغلهم الشاغل، أما البناء والتوعية المنشود خلقها في المجتمع فشبه معدومة إن لم تكن موجودة أصلاً إلا من رحم الله، مشكلة بكل ما تحمله وما لا تحمله الكلمة من معنى..
لا أستطيع التعبير حقيقة إزاء ما أرى.. أمام هذا العبث أقول: اليمن اليوم في ظرف استثنائي خطير ولا شك أن تلك الوسائل الإعلامية المقروءة منها أو المسموعة لها أيدولوجياتها وانتماءاتها، وعليه فالمعني بتصحيح مسارها هم ملاكها، ومن ثم القائمين عليها، يا جماعة الخير دعونا فلنختلف، لتتعدد أحزابنا، لكن لماذا ذلك الصخب الذي تلمس منه الإقصاء والإلغاء، وكأن اليمن ملكاً للبعض دون الآخرين ؟!..
مأساة حقيقية الاستمرار في ذلك مالم يكن هناك توجه صادق من المعنيين جميعهم, فالشعب اليمني والله ما عاد يتحمل المزيد من الأوجاع، والخلافات التي تعود بالويل والتنكيل عليه، هذا ما يجب علينا البوح به, مالم فلا يسعنا أن نقول لمن أعرض وتولى إلا ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وسيأتي اليوم الذي تتجرعون فيه سوأة ما اقترفته أيديكم، وتشدق به إعلامكم. الموضوع متشعب فقط مجرد خاطرة على الطريق.
محمد أمين عز الدين
إعلامنا اليوم 1279