في أمريكـا هرب طالب من بعض الحصص الدراسية, فتوقف المعلم عن التدريس معتبراً أن هروب الطالب من الحصة برهانٌ على فشله الذريع وهـو يلقي الدرس, ورفض المعلم مواصلة شرح الدرس إلا بعد عودة الطالب ليعرف سبب الهروب من الحصة!.
لو تأملنا قليلاً من باب هذه المقارنة لوجدنا أن في بعض مدارسنا الحكومية طلاباً يتهربون من الحصص الدراسية, قد ربما يتسلقون أسوار المدارس وقد يتهرب الطالب من أمام المعلم ذاته بكونه لا يعي جيداً للمادة التي يقوم بشرحها, وفي الوقت ذاته يتوجه المربّي الفاضل إلى كرّاسة الغياب لمعاقبة الهاربين بمعدّل الدرجات, ولا يكتفي إلا بضربه في اليوم التالي بباكورته الغليظة!.. هل المعلم حقاً رسول كما وصفه أحد الشعراء, أم أن الطالب كسول لا يريد أن يتعلم؟.
أحد الطلاب في بعض المدارس قال بأنه يكره التعليم, فظننت أن ظروفه المعيشية هي من جعلته يتكلم بهذا الكلام, وقال مجدداً بأن المدرسة التي يقضي فيها التعليم مكشوفة في العراء أمام قسوة البرد وحرارة الشمس, مما يضطر التلاميذ للجلوس تحت ظلال الأشجار!, وفوق هذا تجد المعلم يزيد الطين بِلّة عند معاقبة الطالب بأقسى عقوبة, كالجلوس بين حر الشمس ورفع اليدين إلى الأعلى وغيرها من العقوبات المدرسية التي يتخذها السادة المعلمون.
الناحية الثانية عجز المدرسين في بعض المدارس يسبب عائقاً كبيراً بنفسية الطالب, فقد تجد المدرس يقوم بتدريس مادتين أو ثلاثة وهذا يسبب أيضاً تعقيداً للطالب تجعله يهرب من الصف, وهناك سلبيات كبيره جداً وعلامات استفهامية وتعجبية نترك الإجابة لسيادة المعالي وزير التربية: لماذا لا يتم تنفيذ المشاريع التي ما تزال رهينةً للفساد, وبالأخص مناطق الريف؟.
تجد المعلم التربوي اليوم كالشمعة التي تحترق ليضيء للآخرين بنوره سرعان ما يتحول كعود من الكبريت يشتعل بالغضب أمام الطالب ويفرز الهرمونات الغاضبة عليه نتيجة لعدم وجود الراحة النفسية عند تناول الطباشير والبدء في الشرح, لأن الإمكانات المحيطة بالمعلم غير متوفرة كالفصول وتهيئة المكان والمواصلات وغيرها.. والكلام هنـا يخص بعض المدارس وليس يعٌم الكل..
هنا يجب على المعلّم أن يؤدي رسالته بنجاح, فهو حجر الزاوية لهذا الوطن, فالذين يبايعونك على الدرجات المستحقة تحت ظل الشجرة في التعليم هم جيل المستقبل وأمانةً أنت من تحملها, وعلى الوزارة التربوية اليقظة والإسراع للنهوض بتلك المدارس التي باتت على وشك الانهيار على رؤوس أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات.. كي ندرك حقاً أن للِعلم نوراً.
خليف بجاش الخليدي
يبايعونك تحت الشجرة 1564