لقد صدعنا الإعلام المصري وهو يتحدث عن المشاكل الاقتصادية التي رافقت حكم الرئيس محمد مرسي وصورت المعارضة المصرية حكومة الدكتور مرسي ورئيسها بالفاشل وبدأت احتجاجاتها, مطالبة بتغيير رئيس الوزراء والحكومة وأوحت إلى الشعب أن بيدها حلول سحرية وجذرية لمعالجة مشاكله ونقله من حال إلى حال..
وبعد الانقلاب وتشكيل الحكومة التي حاولوا فرضها على الرئيس مرسي وبالرغم من الدعم السخي من دول الخليج لهذه الحكومة وبعد شهرين ظهرت مؤشرات أدائها بارزة للعلن, قروض أكثر وعجز عن دفع الرواتب واضطرار الحكومة للاقتراض من أجل تسديد الرواتب ووزيرة إعلام السيسي تطلب تقريراً حول الأراضي التي تستطيع بيعها كي تسدد رواتب موظفي وزارتها ليتضح للجميع من باع ومن اشترى, فالمعارضة التي اتهمت الرئيس مرسي وحكومته بأنهم باعوا الأهرام وقناة السويس وسيناء ووو كذباً وزوراً, وأقنعوا الغوغاء بأن تلك الأشياء قد بيعت, ها هم اليوم يتحدثون عن البيع دون خجل أو وجل وأعلامهم الكاذب المضلل لا يتحدث عن هذا الأمر رغم حديثه الكاذب عن بيع مصر من قبل الدكتور مرسي وحكومته وهذا من عدالة السماء أن جعل الكاذبين مفضحوين في قضية طالما تحدثوا عنها وكذبوا حولها ليكونوا إدانتهم بأنفسهم ويسقطوا في حفرة أرادوا أن يسقطوا غيرهم بداخلها فكان جزائه "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"..
وها هي حفرهم التي حفروها في طريق الرئيس مرسي وحكومته بغرض التمهيد لانهيار مصر في فترة حكم الإخوان ليقنعوا العالم والشعب المصري بفشل الإخوان والمشروع الإسلامي, يقعون فيها, فالسياحة التي حاربوها ولم يستطيعوا إنهائها انتهت في عهدهم وأصبحت فنادقهم خاوية والأسعار التي تلعبوا بها أصبحت ناراً تلفح وجوههم ومن أيدهم والأمن الذي ضربوه بالبلطجة والتقاعس عن العمل عن تحقيقه لم يستطيعوا تثبيته بعدما تحالفوا مع البلاطجة والمجرمين لزعزعته, فبعدما أكمل البلاطجة والمجرمون مهمتهم في تعكير الأمن والاستقرار ومحاربة الثورة وانصار الشرعية واستمرارهم في ممارسة الدور أصبحوا خارج السيطرة تعدى ضررهم إلى ما ليس يرضي الانقلابيين, حتى عادت الشرطة وأجهزة الدولة تحت رحمة البلاطجة كما كان عليه الوضع قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير, ذلك أن الدولة تستخدم البلاطجة لتحقيق أهدافها وفي سبيل ذلك تمنحهم صلاحية تجاهل كل المؤسسات بما فيها المؤسسة الأمنية..
أما الجيش المصري فتم إقحامه وشغله بمعركة وهمية ضد أنفاق غزة وأهل غزة وأهل سيناء, وأصبحت البطالة سمة أبناء الشعب المصري وفي ازدياد وكل الوعود التي حشدوا بها الشارع المصري ضد الرئيس مرسي أصبحت تحشد الناس ضدهم وتمهد لانهيار الدولة المصرية مالم يتم تدارك الأمر وعودة الشرعية وإقصاء الفشلة من إدارة الدولة وإنقاذ مصر من الانهيار الذي هي في الطريق إليه في زمن العسكر الذين لا يمسكون السلطة في دولة إلا ودمروها وخربوها.
جلال الوهبي
مصر تنهار...!! 1735