قبل أيام، صرح محامي مبارك التصريح بالتالي:( إن مبارك سعيد بخطوة الجيش عزل الرئيس مرسي)!.. وقال أيضاً:( لقد أثبتت الأيام أن مبارك على حق باختياره للسيسي رئيساً للمخابرات الحربية).. انتهى تصريحه؛ وهذا أمر طبيعي، إذ أن هذا التصريح الواضح جدا يكشف جلياً عن حقيقة اللعبة!.. لقد وقع الشعب المصري في فخ قاتل خطير بعد ثورة ٢٥يناير٢٠١١م، كان البطل فيه (الطرف الثالث) الذي حير ودوخ الثوار والشعب المصري كله لأكثر من عامين بعد الثورة، واتضح اليوم فقط بعد الانقلاب الدموي على أول رئيس مدني منتخب ،انكشف الطرف الذي كان يمنع سقوط دولة مبارك الفاسدة، ويحميها ويمنع عنها أي تدخل حقيقي من الثوار لإسقاط رموزها وكياناتها المتوغلة داخل جسد الدولة المصرية ومؤسساتها، انكشف الطرف الذي كان يحصد ويقتل المصريين في كل المظاهرات التي خرجت أثناء حكم المجلس العسكري بعد مبارك التي نادت وحاولت إسقاط الدولة العميقة السرطانية في جسد الكيان المصري برمته، بل والذي قتل الناس أثناء حكم مرسي أيضاً الذي كان محاصراً من الدولة العميقة الممتدة من نظام مبارك الفاسد، والتي تمثلت جلياً اليوم بالجيش المصري (البطل)..
نعم, لقد خدع الشعب المصري الشقيق بجيشه خدعة عظيمة، ثبت اليوم أن المؤسسة العسكرية المصرية مخترقة حتى النخاع من إسرائيل وأميركا، مخترقة تماماً!.. انظروا ماذا يفعل الجيش المصري الآن بالتحديد.. إنه يحصد أرواح المصريين المسالمين في كل شوارع ومدن مصر حصداً بلا رحمة، بكل وحشية، وفي نفس الوقت يقوم بكل استعجال واندفاع بتدمير وخنق ومحاصرة الشعب الفلسطيني في غزة!.. قام بما لم يقم به حتى نظام مبارك طوال الـ٣٠عاماً من حكمه المستبد!.
الجيش المصري يخوض اليوم حرباً طاحنة بلا هوادة ضد الشعب الفلسطيني المقاوم الصامد، منذ أول يوم للانقلاب الدموي العسكري، قام العسكر في مصر بالتوجه نحو غزة، بالعمل على إطباق الحصار القاتل على أهل غزة لأنهم أهل المقاومة ضد العدو الصهيوني بامتياز، وها هي الأنفاق شريان الحياة للغزاويين تدمر بالكامل بمن فيها حتى دون إنذار وتنبيه الطرف الغزاوي المتمثل بحكومة حماس ليشعروا المواطنين الذين يستخدمون هذه الأنفاق يومياً للحصول على احتياجات الحياة الضرورية للإنسان الفلسطيني المحاصر!.
لمصلحة من يقوم الجيش المصري بهذه المهمة اللا أخلاقية والإنسانية ضد الشعب الفلسطيني؟.. لمصلحة من؟!.. من يستطيع الإجابة على هذا السؤال من هؤلاء الانقلابين القتلة.. فالسيسي وزمرته من الخونة المزروعين في الجيش المصري هم في الأصل رجال مبارك، وهو(أي مبارك) من عينهم وزرعهم وكبرهم ليحموا دولته الفاسدة وليحموا دولة الاستبداد وقهر الشعب المصري واستعباده.. وهاهم اليوم (العسكر) الذين اختطفوا مصر منذ الانقلاب على الملك فاروق وإلى الآن.. ها هم يستعبدون الشعب المصري الرافض للانقلاب على ثورة ٢٥يناير، وينتهكون كل حرمة ومبادئ وإنسانية ووطنية.. ويدوسونها بأقدامهم الثقيلة!.
*****
هذا الخبر ورد في وكالات الأنباء والفضائيات في ٢٩/٨/٢٠١٣م: فرنسا تفوز بعقد بمليار يورو مع الحكومة السعودية لتحديث أربع فرقاطات حربيتين وسفينتي إمداد نفط.. التعليق: بدأت بشائر الصفقة, (الرشاوى التي قدمها سعود الفيصل لبعض دول أوروبا لشراء موقفها من انقلابي مصر) .. سعود الفيصل قام بشراء موقف فرنسا ودول أخرى لصالح أصدقائه وحلفائه الانقلابيين في مصر، خضع الأوروبيون لإغراء المال السعودي السخي لهم، وخفضوا حدة لهجتهم تجاه الانقلاب في مصر.. واليوم يتأكد وجود صفقة وراء تغيير وخفوت موقف أوروبا.. وها هي فرنسا تهب عليها نسائم (البترودولار) السعودي الخليجي!.. مقابل أن تسكت عن مذابح الدم الهادرة بحق الشعب المصري الأعزل الصامد المتمسك بالحرية والكرامة والديمقراطية.. هنيئاً فرنسا صفقة الخزي والعار.. هنيئاً مليار يورو مقابل دوسكم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي صدعتم رؤوسنا بها وزعمتم أنكم حماتها ورعاياها.
*****
لفت انتباهي وزير داخلية السلطة الانقلابية إبراهيم يصرح بعد محاولة اغتياله المزعومة في ٥/٩/٢٠١٣م بتفجير موكبه كان يقول إنها(محاولة خسيسة!).. انظروا من يتكلم عن الخسة!!.. ألا يعلم هذا التعس أن الخسة والنذالة كلها لو اجتمعت في إنسان، لاجتمعت فيه هو وسيده السيسي خائن الوطن والأمة؟!.. ألا يعلم ذلك؟!.. من يتكلم عن الخسة؟.. هذا الرجل ومن معه من قيادات وكل داعمي الانقلاب العسكري الدموي.. إنهم آخر من يتكلم عن الخسة والخيانة والإجرام, لأنهم هم :( الخسة والخيانة والإجرام بعينه)!.. قولوا لوزير الداخلية الانقلابي: إن قتل وحرق البشر والشجر وإمطار المعتصمين العزل الطيبين السلميين بالرصاص الحي وحصد آلاف البشر منهم قتلاً وحرقاً وجرحاً في ساعات قليلة.. قولوا له: إن هذه هي الخسة بعينها وهذه هي الحقارة والدناءة بأصولها.. فليخرس هذا القاتل.. ولا يتهم الشعب البطل الثائر الصامد في الميادين والشوارع، ولينتظر مصيره الأسود هو وسيده ومن صفق لهم، وكل من أعطى القتل والانقلاب الغطاء والمبرر ليتوغل القتلة في كل هذا الإجرام.. فلينتظروا المحاكمة الثورية العاجلة قريباً بإذن الله، بعد سقوط انقلابهم الدموي الفاشل.. قريباً جداً بإذن الله!.
لينا صالح
لمصلحة من قتل غزة؟ 1356