وبدأ عام دراسي آخر وبدأت المدارس باستقبال وافديها من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وتحدوهم الأمنيات العراض أن يبلوا في هذا العام بلاء حسناً لما فيه مصلحة العملية التعليمية والرقي بواقعنا التعليمي للأفضل بمشيئة الله..
فمع نهاية عام وبداية آخر تكمن تفاصيل كثيرة, قد يكون فيها إنجاز وقد يكون فيها عقبات وإحباطات ونكبات, وهو شيء طبيعي, نريد عاماً يكون جديداً في مضمونه لا في شكله فقط, نريد من الجميع, وبدون استثناء, أن يتحملوا مسؤولية إنصاف التعليم والخروج به من دائرة الفوضى والعبث والاستهتار وإلقاء اللوم على الآخر وذلك حتى يسير في مساره الحقيقي بعيداً عن حالات التيه واللا مسؤولية.
واقعنا التعليمي يحتاج إلى إعادة النظر في كل سياساته التعليمية, بدءاً بالكتاب المدرسي وتأهيل المعلمين والاهتمام بالجانب العملي على النظري والاهتمام بالمدارس من حيث المباني ومدى ملائمة عدد الطلاب للفصل وسياسة توزيع المدرسين بشكل متكافئ والاهتمام بمدارس الريف وغيرها من السياسات التعليمية المهمة, ويحتاج إلى رؤى جديدة وعقليات وأفكار جديدة, ويحتاج لقوانين أخرى تنظم أدائه وإلى مناهج أيضاً أخرى تجعل الطالب والمدرس أكثر ارتباطاً بالعلم والمعلومة الموجودة في الكتاب وليس منهج يفتقر إلى المعلومة المتاحة للطالب والمعلم مقارنة بكم الأسئلة المبهمة فيه وبكمية التلقين البعيد كلياً عن الجانب المهاري والعملي.
يبدو أن عامنا من بدايته جديد في الشكل لا في المضمون والشاهد على ذلك توافد الكتاب المدرسي إلى السوق السوداء مع بداية العام الجديد! فعلى من نلقى مسؤولية ذلك؟.. وأيضاً على من نلقى مسؤولية المدرس الذي يفتقر إلى دورات تدريبية وتأهيلية رغم وجود البعض منهم في الميدان لمدة تزيد عن عشرين سنة, وهو بدوره تجمد وتحنط عند المعلومات التي درسها في جامعته فقط دونما تطوير ذاتي وأصبح متعلماً أمياً بكل معنى الكلمة وطبعاً التعليم والطالب هما الخاسران؟.. من يتحمل مسؤولية افتقار أغلب المدارس إلى معامل كيميائية مجهزة بالأدوات اللازمة وأيضاً عدم تواجد المكتبات الثقافية ومن معامل للحاسوب إلا في مدارس بعدد الأصابع.
بالمختصر: من هو المسئول عن الأمية الثقافية والعلمية التي تفشت في واقعنا التعليمي وما فائدة الشعارات والتصريحات الرنانة بينما واقعنا تجهيلي ومزرٍ للغاية والشاهد على ذلك مخرجاته الهشة والتي تعاني منها الجامعات ومن سوء مستواها لدرجة أن البعض لا يستطيع كتابة اسمه بشكل صحيح؟.
إذن هو عام جديد بثوب مُهترئ ومُرَقع ولم يعد فيه حيز أو فراغ لرقعة جديدة إطلاقاً, وصار من المحتم تبديل هذا الثوب بآخر متجدد في المضامين وبقوانين نافذة على أرض الواقع, لا أن تظل حبيسة الأدراج تأكلها دابة الأرض, فما جعلنا في الدرك الأسفل من التجهيل إلا أن قوانيننا التعليمية تُفصّل على مقاس الأدراج والألواح الخشبية, بينما الواقع غوغاء وضجيج ولا مسئولية, وفي المقابل يتدحرج التعليم من سيء إلى أسوأ, ومع قدوم كل عام نقول عساها تنجلي, لكنها تزداد غيماً وضباباً وجهلاً..
همسة:
أهوى سماع نشرة الطقس لأعرف متى يهطل عليّ غيم صوتك ومتى يرعد موج نبضك, ومتى يمكنني أن أهرول باتجاه بصيص ضوئك.. وكيف أني ذات ربيع أزهر في فضاء بوحك.. وذات شتاء أحتفي بلجوئي إليك كوطن.
سمية الفقيه
عام دراسي جديد بمضمون مُهترئ ومُرَقَع 1268