هل يحق لنا نحن اليمانيون أن نحلم بيمن جديد خالٍ من نفوذ الشيخ وسلطة القبيلة وسياسة الفيد وتهميش الآخر.. يمن يتشارك فيه الجميع النفوذ والثروة لا فرق في ذلك بين شريف ووضيع طالما أنهم جميعا ينتمون إلى هذه الأرض الطيبة. سواء أكانوا في الشمال أم في الجنوب أم أننا سنظل نراوح بين نفوذ القبيلة وتسلط الشيخ التي لم يغادرها اليمنيون منذ ألف عام حتى في ظل الجمهورية وإلى اللحظة الحاضرة.
هذا فضلا عن التمييز في المواطنة, فمواطن من الدرجة الأولى وآخر من الثانية و الثالثة والرابعة وقد نصل في اليمن إلى العاشرة بين دحباشي و بدوي و لغلغي وعدني وما إلى ذلك من التصنيفات, أضف إلى ذلك التفاضل على الأساس المذهبي؛ فزيدي وشافعي وإسماعيلي ومناطقي بين شمالي وجنوبي ونبقى ندور في حلقة مفرغة.
فهل نملك اليوم ونحن نتحاور أن نتجاوز كل هذه التصنيفات وهل لدينا استقلالية اتخاذ القرارات التي تخدم وطننا الحبيب أم أن الجميع إلا من رحم الله لا يزال في سجن العمالة والارتهان لإرادة الغير داخليا وخارجيا فيتحرك وفق إرادة الغير وما تقتضيه مصلحته بعيدا عن الانتماء الوطني ومصالح الأمة ووفقا ومصالح فئات ودول لا ترى في مصلحتها أن يغادر اليمنيون كهف العقلية المتخلفة التي لا تؤمن إلا بالفيد ولا تعترف إلا بالأناء, فنظل في صراع دائم ومستمر.
اليوم وفي مؤتمر الحوار نرى الاعتراضات تتضاعف من هذا و من ذاك وكلها غير مبررة فالجميع لايزال على طاولة الحوار لكنها السياسات الخرقاء والارتهان لإرادة الغير التي تملي بكل فضاضة وعنجهية إرادتها الشيطانية فكل طرف يريد أن يملي إرادته وقناعاته على الآخر ويتمترس خلفها..
أين القلوب البيضاء التي كان من المفترض الولوج بها إلى هذا التجمع الوطني الذي يرقبه العالم ويعتبره تجربة فريدة في الحياة العربية؟ أين العقول المستنيرة التي وصفت بالحكمة والتي تقدم مصلحة اليمن على مصلحة المنطقة والحزب والقبيلة وتتمرد على ما ينافي ويناقض ذلك.
نحن اليوم أمام التاريخ وجها لوجه فماذا سيدون هل سيكتب يمن جديد تمرد على مشروع العائلة والقبيلة داخليا و مشروع الشرق الأوسط الجديد الممزق خارجيا أم أنه سيكتب يمن بلا هوية ودويلات ماكان لها أن تتجمع في عقد واحد بعد ذلك أبدا في التاريخ الحديث تمنياتنا أن نكون أنوموذجا في عالم اليوم المليء بالصراعات الداخلية.
محمد أبوبكر شوبان
حلم اليمن الجديد 1426