إن الصورة النمطية هي تصور ذهني ديني عن شيء ما، مادي أو معنوي وخاصة في السياسة، تصور قديم يتم تعميمه على كل أجزاء ومكونات أفراد هذا الشيء، أو على زمن متطلباته ولمعرفة الصورة النمطية لنتعرف على خصائصها التي تكمن في الآتي: 1) التبسيط الاختزالي :وفي ذلك تجاهل لتركيبية الإنسان وخصائصه المتغيرة، والواقع والأحداث المتتالية، والأسباب المتنوعة وهذا يستوجب عمقا أكبر في التحليل المرن.
 2)التصلب :أي رفض تغيير هذا التصور الذهني لأنه باعتقاده من الثوابت لا احتوائه في ذهن حامل الصورة النمطية على أحكام قيمية (ألصقت بالشيء محل الصورة النمطية )،مشحونة بمشاعر ذاتية وعواطف شخصية (تكونت وترسبت وترسخت عبر الزمن )،وفي ذلك تجاهل لحقيقة الصيرورة /التغير/التجدد التي تتميز بها الجماعات والمجتمعات البشرية.
وهذا يستوجب مراجعة الصورة النمطية كل فترة حتى ولو كان قد تم تكوينها بصورة منهجية صحيحة .
وآليات تكوين وإنتاج ونشر الصورة النمطية كثيرة، منها:
 1- تصور بعض الإسلامين للخلافة الإسلامية للحكم علي أنها ثابتة ولكل الأزمان.
2ـ مختلف أدوات الثقافة الشعبية :الأمثال، القصص، السير، الأساطير ....إلخ .
 3- مختلف الأدوات الإعلامية: صحافة، إذاعة، تلفاز، إنترنت، كتب بمختلف أشكالها وأنواعها .
4ـالتجارب الشخصية الواقعية الحياتية لا تصلح للتعميم.
5- الخطاب السياسي الحكومي الرسمي والديني التقليدي، وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية .
- مضمون المناهج التعليمية التقليدية وأساليب التدريس بمختلف أشكالها وأنواعها وموادها ومستوياتها، وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية التي فيها مذاهب دينية متعصبة. وبناءً عليه؛ فالصورة النمطية هي قولبة فرمنه تقود إلى الجمود الذي يؤدي إلى التعصب عبر متتاليتنا؛ قولبة فجنود فتعصب فتخلف وفي القولبة :اختزال، وفي الاختزال :جهل وفهم أعور منقوص يؤدي إلى سوء التعامل مع الظاهرة الجديدة الأمر أو الشيء، وفي الجمود: تكلس وقشننة يؤدي إلى السقوط في "جب الأوهام" بتكرار سوء التعامل مع الظاهرة الجديدة /الأمر /الشيء، ومن ثم استفحال أمرها وتفاقم مشكلاتها، وهذا بدوره يؤدي إلى السلبية تجاهها بإعلان العجز عن مواجهتها، بلسان المقال حينا، وبلسان الحال في أكثر الأحايين أو المقاومة.
وفي التعصب تمركز حول الذات والأشخاص والأشكال والمسميات، ونفي للآخر، وسقوط في "حب الأنا والذاتية والفردية والحزبية والطائفية ومن ثم استحكام حلقات المشكلة كما نتابع ذلك في الثورات والثورات المضادة التي تريد العودة الي النظام القديم نظام الاستبداد ليكون كحلقات تلتف حول رقبة الأمة.
والله الموفق