;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

أهم وأخطر اللحظات الحاسمة لكل أبناء اليمن 1453

2013-09-07 17:30:01


منذ انطلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الـ18 من مارس، وكل أبناء اليمن في الداخل والخارج يرقبون اللحظات الحاسمة والأكثر أهمية في تاريخ اليمن الحديث، كون هذه اللحظات ستنعكس سلباً أو إيجاباً على كل مواطن يمني بل على الأجيال القادمة برمتها..
 صحيح بأن متابعات تفاصيل ما يجري في مؤتمر الحوار لم تكن على درجة عالية وكبيرة لأن المواطنين في نهاية المطاف يبحثون عن النتائج خصوصا وأن الوقت الذي يجري فيه الحوار استمر منذ ستة أشهر، فباعتقادي أن مثل هذه الأيام التي تجري تعد من أهم وأخطر الأيام والأسابيع على حياة المواطن البسيط بل كما قلت آنفا على الأجيال القادمة والتي لم تفقه شيء من هذه اللحظات، فمصير اليمن أرضا وإنسانا مرهون بنتائج ومخرجات عملية حوارية نضالية ولوحة فنية رسمها أبناء اليمن بمختلف انتماءاتهم الحزبية والمجتمعية طوال الفترة الماضية، ولعل تلك الفترة شابها الكثير من الجدل والجدل المضاد وكانت قلوبنا على أيدينا ترقب ذلك الجدل، ورافق أعمال المؤتمر العديد من الأخطاء لكن طبيعة من يعمل لابد وأن يخطي فليس أعضاء المؤتمر ملائكة معصومون أو رجس من عمل الشيطان، ولكن كل تلك الجهود ستكتب في ميزان الأعمال عند الله سبحانه وتعالى سلبا أو إيجابا وكل بمقدار ما اجتهد وعمل وكذلك بنيته التي لا يعلمها إلا الله، هذا المؤتمر تجلت فيه الحكمة اليمانية والتي وصفنا بها سيد المرسلين وكانت ضمن آلية رسمها وأشرف عليها المجتمع الإقليمي والدولي، صحيح بأن التدخل الخارجي كان واضح لكن الرؤى والنقاشات كان لليمنيين فيها الكثير من الإسهامات والقول الفصل وهذا التدخل الخارجي ليس عيباً بالجملة أو صحيحاً بالجملة ولكن طبيعة اللحظة ومخلفات الفترة الماضية من عقود الاستبداد والتبعية جعلت القرار اليمني خارجي بحت، وهذه أول مرة في التاريخ الحديث يرسم اليمني لوحته بمساعدة خارجية فيها محاولة وأكبر من محاولة لجعل القرار يمنياً خالصاً، وباعتقادي أيضاً لو لم يكن التدخل الخارجي حاضراً كمساعد ومراقب وشاهد على الفترة الانتقالية عموما ومرحلة الحوار بوجه خاص، لربما لم نستطع الوصول إلى هذه اللحظات المفصلية من حياة الشعب، خصوصا وأن اليمن لم يمتلك دولة أو مؤسسات بمعناها الصحيح إن اختلفنا ولو لم يكن المجتمع الدولي بالدول الراعية للمبادرة والدول العشر ومبعوث الأمم المتحدة لو لم يكن لكل هؤلاء أثر لكنا في وضع أسوأ مما هو عليه الآن، وليس ما أقوله مدحا محمودا لدور تلك الجهات بل لأننا مررنا بمرحلة فوق ما تتحمله اليمن ومخاض صعب جدا للغاية خصوصا وأن الثورة الشعبية عرت وفضحت النظام السابق وكشفت للعالم أننا لازلنا متأخرين جدا عن بقية دول الربيع العربي فلا مؤسسات ولا دولة ولا اقتصاد ولا كهرباء وحتى الجيش كان مقسم إلى جبهات وكنتونات وغيرها من سمات مقومات الدولة في حال سقوط النظام، ولعل حكمة السيد جمال بن عمر نالت إعجاب كل أطياف اليمنيين وكان أداؤه قويا ومميزا بفريقه الذي عرف جميع تفاصيل المشهد اليمني، إضافة إلى وجود قيادة سياسية وأحزاب لديها رشد وأهداف ورؤى ناضجة ساهمت مجتمعة في الخروج باليمن من عنق الزجاجة، كل ذلك وغيره أوصل اليمن بكل أطيافه إلى اللمسات الأخيرة لفصل هام وهام جدا من تاريخه ألا وهو نتائج ومخرجات الحوار الوطني، وتعد زيارة مبعوث الأمم المتحدة هذه الأيام أهم وأخطر وأعقد زيارة على الإطلاق كون التقريب بين وجهات النظر والرؤى للخروج بجملة من الحلول لمشاكل عالقة ومزمنة ومعقدة في آن واحد تحتاج لجهد جبار خصوصا إذا ما رأينا محاولة عملية للكثير من القوى التي تضررت من عملية التغيير أو ستتضرر مستقبلا من أي مشروع وطني كونها لا تستطيع العيش وسط مشاريع كبرى ووطنية ولأن البيئة المناسبة للعيش والتمدد لها وتحقيق رغباتها ومصالحها تتناسب مع غياب الدولة والمؤسسات والمشاريع الوطنية، فلذا سيكون من الطبيعي أن تتحالف تلك القوى مع بعضها كون ما يربطها مصالحها الضيقة وسيكون أيضاً كما نشاهد انسحاب بعض القوى السياسية خصوصا التي تمثل بعض من الشارع الجنوبي ولزماً علينا أن نتفهم انسحابهم خاصة وأنهم لا يمثلون كل الشارع الجنوبي وأيضاً الشارع الذي يمثلونه متعدد وضاغط عليهم برفع سقف مطالبهم، لذا يبدو أن عجلة الحوار حالياً أقرب إلى التوقف على أمل التحرك مجددا وفق تقارب يرضى كافة الأطراف المشاركة في الحوار، ولذا على الجميع التفكير بعقلانية تامة بعيدة عن العواطف والمصالح والارتهان للمشاريع الخارجية، كون نتائج الحوار لاتهم فقط 565 شخصاً بل تهم أكثر من 25 مليون مواطن وتهم أجيال جديدة، وعلى أعضاء الحوار والرئيس أيضا أن يعوا أننا خرجنا بثورة عظيمة ننشد حياة فيها مواطنة وعدالة وحرية ودولة المؤسسات، لم نخرج والله شاهد علينا انتقاما من شخص الرئيس السابق أو أن بيننا وبينه ضغينة أو حقد أو حسد، فقط حلمنا وعملنا من أجل حلمنا بالمستقبل وقدمنا قرباناً بين يدي هذا الحلم حتى ننعم وينعم أطفالنا بل وينعم أولاد وأحفاد صالح بمستقبل واعد، كل القلوب والأعين شاخصة صوب صنعاء بانتظار ثمار هذا الحوار ونحن على يقين بأن نتائج الحوار لن تفرش الأرض ورودا أو تمطر السماء ذهبا لكنها ستؤسس لمرحلة أفضل ويمن مختلف عن سابقيه وسيكون بيننا وبين من سيأتي عقدا ومهام يتوجب عليه أن يبدأ بتنفيذها ولن يهمنا شخصه أو حزبه يهمنا تنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد