لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصبح الديمقراطية سبيلاً لتحقيق أدنى سعادةً للإنسان في حياته، بل أصبح الانحراف البشري أخطر ظاهرة إنسانية تحت ظل هذه الديمقراطية التي يتحكم بها الإنسان بحد ذاته !!
قد يقول قائل بأننا نعيش في أحبط الدرجات عندما يرى وضع الوطن لا يسِرّ صديقا ولا يغيض عدوا ، وليسمح لي هذا القائل أن أخالفه في الرؤيا التي أتخذها من وجهة نظره ، فلقد مررنا بمن هو أسوأ من ذلك منذ عقود فتجاوزنا كل الصعاب وحوّلنا الهزيمة إلى نصر فملأنا البلاد حماساً وقد نال المجد الوطن بل جعلناه وساماً عليه في أحلك الأيام عندما كانت العدالة قائمةً وحيةً في ذلك الزمن .
لقد كبرنا في ظل الوطن الكبير لكننا نعيش ويلات يومية ومفاجآت غريبة وعجيبة جعلت العدالة في ظل الديمقراطية لم تكن هشة ولكنها ضعيفة بسبب مكايدات ضيقة فنرى العدو يقضُّ مضاجعنا وخفافيش الظلام في الليالي ماضون لم تنم أعينهم إلا بعد أن يبرزوا عضلاتهم ويوجهوا السلاح تجاه المواطن المغلوب على أمره لابتزاز ثروته وحقوقه !!
نأسف أن يعيش أولادنا ما عشناه نحن من ويلات متعاقبة في ظل هذه الديمقراطية الغريبة التي أصبح وجه العدالة مخفياً لا يقوى على محاربة الأقزام المتطاولون على مكاسب هذا الوطن المغلوب على أمره.
خليف بجاش الخليدي
العدالة في ظل الديمقراطية 1212