في العام 2010م نظم مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة ندوة علمية حول (أمن عدن ضرورة وطنية ومصلحة إقليمية ودولية) قدم فيها العميد الركن علي ناجي عبيد رئيس المركز رؤى وأفكاراً عميقة تلامس مكامن الخطر الداهم لأمن المدينة التي ظلت على مر السنين ملاذاً آمناً لكل الخائفين والشاردين من صنوف شتى من القهر والطغيان، عدن المدينة الحضارية التي مثلت الحضن الدافئ لكل الأحرار والأجناس والحياة الآمنة المستقرة ومن سخريات القدر إن اللواء سالم علي قطن نائب رئيس الأركان العامة حينها، هو من ألقى كلمة الافتتاح للندوة في فندق (ميركيور) وسط مشاركة واسعة من الشخصيات العامة والأساتذة والأكاديميين الذين أثروا الندوة بأوراق عمل مستفيضة وقد حاز نجاحها على ارتياح بالغ بين أوساط الناس وأول من ساهم بذلك النجاح عدد من الصحف في التغطية والتحليل والنقاش وتأتي صحيفة" أخبار اليوم" في الصدارة، فكان اللواء سالم قطن أول من حصد ظاهرة الفلتان الأمني بعملية إرهابية غادرة كامتداد طبيعي لعملية الانتصار أو النصر الذي قاده اللواء قطن في معركة السيوف الذهبية التي حررت أبين من قبضة انصار الشريعة التي دمرت أبين وشردت أبنائها في أسوأ سيناريو لاصطفاف الإرهاب ودسائس الساسة في محاولة حاقدة وخائبة لتركي أبين التاريخ والفعل الحاسم حربا وسلما في واحدة من اقذر حروب الانتقام وتصفية الحسابات المموهة بجلباب الشريعة والإرهاب والدي لازالت أثارها حاضرة في أبين وممتدة إلى حوطة لحج وفي قلب المدينة الأم عدن واخرما شهدناه جريمة اغتيال العميد علي هادي الصويدر ونجله في ضاحية المعلا في وضح النهار وهي رسالة بالغة الوضوح للفسحة الواسعة التي يتمتع بها القتلة مصاصو الدماء وصورة مفجعة لحالة الفلتان الأمني الذي تم رسمة ليس للتخلص من الخصوم بلغة الرصاص بدم بارد فحسب إنما لقتل الحياة المدنية ونمط العيش المتحضر كفكرة وأسلوب حياة ليتم استبدالها بالفوضى الممنهجة وإشعال الحرائق والثابت الذي لا يرقى إليه شك أن عدن بما تمتلك من مخزون حضاري وثقافي يقدس الحياة المدنية الآمنة المستقرة محصنة ولن تسمح لأيدي بشر من قتل رمزيتها المائزة فحس المدينة وموروثها الضخم من الحياة الآمنة المستقرة لن تزعزعها الأيادي المرتعشة وبوعي أبناءها وكل الشرفاء ستطرد الفوضى الوافدة والشر القادم من ثقافة العصور الغابرة فعدن ليست العصيمات وليعلم امر الحروب ومن نذروا نفسهم للشيطان أن عدن لا تقبل أن يستمر في حياتها إلا ما هو طيب وستغسل الشر الوافد بوعي كل الشرفاء كما يطهر القميص من الأذى ليعود بإذن الله ذلك الأذى لنفوسة وبيئته الأصيلة ومع تكرار تلك الحوادث المؤسفة تذكرت أهمية ما حملته الندوة العلمية التي برز فيها الحس الوطني للعميد علي ناجي عبيد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في القوات المسلحة حيث عكست استشعار مبكر للمخاطر الأمنية القادمة وكان أول من أشاد بالفكرة ونجاح الندوة اللواء محمد ناصر احمد وزير الدفاع واللواء الشهيد سالم قطن والكاتب والسياسي المخضرم نجيب يابلي.. نسأل الله أن يجنب بلدنا وعدن كيد الكائدين لتبقى أم المدائن عدن حضناً دافئ آمنة مستقرة, لتظل رمزاً للعزة والمحبة والتسامح والحياة الكريمة.
مقبل سعيد شعفل
لماذا تستهدف عاصمة التسامح والوئام عدن ؟ 1183