;
صالح عبدالله المسوري
صالح عبدالله المسوري

السيسي ومشروعه القمعي 1478

2013-09-05 18:21:45


ما يجري اليوم في مصر من قمع للحريات وقتل للشعب المصري واعتقال القيادات المناهضة لحكومة الانقلاب تحت مسمى حضر التجوال ومحاربة الإرهاب إنما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن الشعب المصري بشكل خاص والشعوب العربية بشكل عام تواجه مؤامرة دنيئة تستهدف في المقام الأول الدين الإسلامي الحنيف من خلال التشويه الممنهج لكل ما هو إسلامي واستهداف الإسلاميين, وقمعهم وعدم الاعتراف بمشروعهم النهضوي, والانقلاب عليه رغم قناعة الشعب المصري ورغبته فيه وهذا ما ترجمه خلال الانتخابات النزيهة التي اعترف بها وشهد بنزاهتها العالم.
نعم لقد كان للمتربصين كلمة أخرى هي الانقلاب العسكري ضد إرادة السواد الأعظم من الشعب المصري رافضين وبإصرار عجيب أن يعطوا لشعب مصر حرياته في اختيار حكامه, بل ومنحوا أنفسهم شرعية تفوق شرعية الصندوق وتعطيهم حق الاستئثار بالسلطة بقوة السلاح والجيش.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا التخوف من حكم الإسلاميين طالما ونحن جميعاً مسلمون ونرتضي أن نحتكم لشريعة الإسلام؟, أم أن الإسلام عند هؤلاء ليس سوى شعار لخداع الشعب بينما هم في الحقيقة يضمرون الشر للإسلام ويعملون جل جهدهم لمصلحة أسيادهم في أمريكا وإسرائيل؟..  
فعندما نشاهد اليوم في مصر المذابح والاعتقالات للقادة السياسيين والصحفيين على يد قوات الجيش والأمن نصل إلى قناعه تامة بأنه لا يوجد في مصر مؤسسة عسكرية لحماية مصر وشعبها, وإنما مجرد جحافل تقودها ديناصورات تشربت الخيانة والعمالة فسخرتها لحماية إسرائيل وحلفائها, أما شعب مصر فليس له نصيب في عقيدة هذه القوات سوى القتل والقمع والتنكيل والبطش إذا ما حاول الاعتراض على العصابة المغتصبة للسلطة بقيادة الجنرال الانقلابي عبدالفتاح السيسي, مهندس الانقلاب على ثورة يناير وإعادة نظام مبارك بأدواته القمعية( الجيش- الأمن- القضاء- الإعلام).
إن ما يحدث اليوم في مصر من أعمال قمعية بربرية على أيدي هؤلاء الانقلابيين يظهر بجلاء روح الانتقام والحقد وتصفية الحسابات التي تمارس ضد الثوار الذين تصدروا المشهد للإطاحة بنظام حسني مبارك وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين الذين ينظر إليهم بأنهم العدو اللدود لدولتهم العميقة.
لذلك على ثوار مصر وأحراره أن ينتبهوا وأن يدركوا أن مشروع السيسي القادم هو مشروع انتقامي صرف سيطال كل الثوار الذين شاركوا في ثورة يناير وأن الأمر لن يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وإنما سيطبقه على مراحل تبدأ بالا خوان وتنتهي بآخر حر وشريف التحق بقطار التغيير .
إن ملامح مستقبل مصر بعد الانقلاب تبدو واضحة المعالم (نظام حكم ديكتاتوري عسكري قمعي تسلطي) والمؤشرات التي تدل على ذلك كثيرة وواضحة وتحكيها المشاهد اليومية في الساحة المصرية منذ الإطاحة بالرئيس الشرعي الدكتور/ محمد مرسي وما تلاها من أحداث عنف وممارسات قمعية تستهدف الإخوان تمثلت بالقتل والملاحقات والاعتقالات وتلفيق التهم التي تطال معظم قيادات حزب الحرية والعدالة والأحزاب المنضوية معها في تحالف دعم الشرعية, أضف إلى ذلك ما يحدث من تضييق للحريات وقمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية وإغلاق القنوات المعارضة للانقلاب..
كل هذه الممارسات وغيرها ماهي إلا أنموذجاً بسيطاً لما يحدث من انتهاكات ومؤشراً للمستقبل القاتم الذي ينتظر مصر والمصريين بعد أن فرطوا بثورتهم ومكنوا الانقلابيين وعملاء الصهيونية من الوصول إلى مآربهم وأهدافهم التي ما انفكوا يخططون لها منذ قيام ثورة يناير 2011م.
الرئيس مرسي هناك دعوى مقدمة ضده بتهمة التخابر مع حركة حماس.. يا لها من فضيحة.. يا أخي عيب عليكم حماس, من تكون حماس؟, أليست هي من تدافع عن القضية العربية؟.. شيء جميل أننا عرفنا أن السيسي وحلفائه ليسوا سوى مخبرين صغار في الجيش الإسرائيلي.. فلسطين قضية كل عربي حر وشريف ومن يتنصل منها وينسب العمالة لمن يهتم بها عميل وخائن لدينه وهويته العربية.
 أقول لإخواني الملوك الذين يؤيدون سفك دماء إخوانهم في مصر, بل ويدفعون الأجر لمن يقوم بذلك: كفى, نحن اليوم قد اكتشفنا سياستكم العقيمة التي لم تحقق للأمة العربية إلا التفرقة والتناحر بالأموال التي تصرفونها لغرض قتل إخوانكم المصريين وغيرهم من الدول العربية المطالبين بالحرية, نحن نعرف مدى تخوفكم على نظامكم الملكي الذي تدفعون من أجل بقائه كل شيء غير مدركين بأن الملك بيد الله يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء.
أقول للشعب المصري: اصبروا فإن الفرج قريب, لا تتخلوا عن حق خرجتم من أجله وقدمتم في سبيله قوافل من الشهداء.. لا تيأسوا فإن الحديد يضرب ليقوى والذهب يضرب ليصفى, فإن ضربتم فإنما يزيدكم ذلك قوة وصفاء.. فلا تنتظروا إدانات الغرب فقتلكم يسرهم وبموافقتهم.. إن رعايتهم ودفاعهم عن الديمقراطية لا تتحقق إلا عندما تكون الأنظمة العربية الحاكمة بأيديهم يوجهونها كيفما يشاءون, عندها سيدافعون عنها, أما إذا كانت غير ذلك فسيبذلون قصارى جهدهم للانقضاض والإجهاز عليها تحت مبررات شتى.. وهاهم الآن قد انقضوا عليها واستعادوا النظام القمعي العميل لهم عبر رجلهم عبدالفتاح السيسي, وها هو الآن بدأ بتحقيق أولى أهدافهم بضرب احتياطي غزة من البنزين وإغلاق المعابر وسيعمل جاهداً كلما في وسعه لضمان أمن إسرائيل..
وما يحصل الآن في سيناء خير دليل على ذلك حينما يكلف السيسي الجيش المصري بقتل المصريين وإغلاق المعابر عن الفلسطينيين بموافقة الإمارات والسعوديين ودعم الأمريكيين لغرض تأمين الحماية للدولة العبرية وتوطيد حكم العلمانيين العميل والمذعن لها.     
أخيراَ نصل إلى يقين بأن ما يحصل في مصر مواجهه بين الحق والباطل بامتياز, فكونوا من أنصار الحق وانتصروا لدينكم وعروبتكم ضد الباطل ودهاقنة العمالة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد