بل يوجد أعداد هائلة من الناس يفضلون العيش بنمط واحد طوال حياتهم, ويحملون الولاء العميق لكل ما هو قديم ولو كان هذا القديم سلبياً!
ثم أن الراغبين في التغيير ليسوا سواء, فثمة من يرغب في التغيير فحسب, ولكنه لا يحرك لأجل ذلك ساكناً, وثمة من يمتلك مع الرغبة في التغيير الإرادة الصادقة...
قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)
فالإرادة هي الفارق بين القاعد والمتحرك في عملية التغيير.
وفي الجهة المقابلة ينقسم الغير راغبين في التغيير إلى صنفين:
* صنف المراقب المتوجس..
* وصنف الرافض المناهض لعملية التغيير, وهذا الصنف الأخير هو من يحدث الأزمات عندما يبدأ المتحرك للتغير عمله!!
ومن هنا جاء مصطلح (مقاومة التغيير) ويمثل هؤلاء عائقا كبيرا في طريق التغيير..!!
ولتجاوز هذا المعوق يلزم القائم بعملية التغيير التنبه لأمور أهمها:
1_ عدم النظر لهؤلاء بانتقاص, فكونهم مختلفين ويحبون العيش في الزمن القديم ليس سبباً لازدرائهم.
2_ عدم تجاهلهم ,بل والحرص على عمل التدابير الكافية لطمأنتهم بأن التغيير القادم لن يذهب بقيمهم (أيا كانت) للعدم!
3_ العمل بتأن, وعدم التسرع في خطوات التغيير دون مراعاة سنة التدرج وإكمال مراحله تباعا.
4_عدم التمسك بالتغيير لمجرد التغيير , بل العمل من خلاله للانطلاق نحو إبراز نتائجه الإيجابية على عيش الناس.
5_ تقبل مقاومة التغيير والتسليم بها كأمر طبيعي وجبلي من الناس.
6_ ضرورة إشراك الجميع في الخطوات التنفيذية, واستعمال الشفافية, وإعطائهم معلومات كافية عن النتائج المخطط لها.
7_ ضرورة طمأنتهم على أرزاقهم ,ومكانتهم الوظيفية في ظل التغيير القادم.
وأخيرا:
تذكر أيها القائم بالتغيير أنه رغم تقديم كل هذه الطمئنات فعملية التغيير لن تمرر بسهولة!!
فمطلوب منك إظهار الكثير من الواقعية في منهجيتك وطرحك, وتحمل المسؤولية عما سيحدث من اضطراب, وإعداد الخطط البديلة لاحتواء الأزمات , والمرونة في التحرك نحو التغيير المنشود..
كل ذلك كفيل بإذن الله تعالى بإنجاح عملية التغيير نحو الأفضل.
نبيلة الوليدي
الرغبة في التغيير ليس هاجساً لكل البشر!! 1476