ما يجري في مصر من انقلاب على الديمقراطية وقبل ذلك الإنسانية أمر غير مقبول البتة، لكن له بعض من يؤيده وهذه سنة الله في الحياة؛ أن الحق والباطل في صراع، ولذا يجد بعض من متعصبي وصقور- الجناح المتشدد في المؤتمر- تشفياً بما يتعرض له إخوان مصر ومناصريهم، بل انهم يريدون نقل ذلك إلى اليمن وهو أمر لا يمكن أن يتم تنفيذه لعدة أسباب ولعل أبرزها تلك الأسباب:
ـ التركيبة القبلية للمجتمع اليمني: كثير من قيادات الألوية تقدم الولاء القبلي على أي ولاء آخر وبهذا تصبح قوة الجيش كأفعى اقتلعت القبائل أنيابها وهذا أمر لا نجد له نظيرا في أي دولة أخرى من دول الربيع العربي.
ـ الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني يمتلك كماً هائلاً من الأسلحة تقدر بـ 60 مليون قطعة سلاح في بلد لا يتجاوز سكانه 26 مليوناً والكثير منهم ماهر أيضا في استخدامه عند الاقتضاء.
ـ التجمع اليمني للإصلاح المتمتع بقاعدة شعبية كبيرة لا يبدي أي رغبة في تشكيل الحكومة بمفرده ـ وقد كان لهم موقف مشابه لهذا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2006 عندما رفضوا الطعن في نتائج تلك الانتخابات التي كانوا يدركون تماما أنها مزورة. ومما يظهر بجلاء عزمهم على المشاركة النسبية في الحكومة لا التفرد بها هو تقديمهم لمقترح القائمة النسبية لمؤتمر الحوار الوطني الجاري، وبهذه الطريقة تستطيع غالبية الأحزاب ـ على كثرتها اليوم ـ أن تضمن مقعدا وأحدا على الأقل في التشكيلة الوزارية.
ـ قبلت كل الأطراف السياسة التحاور لإيجاد مخرج آمن للبلاد، ومن هذا نرى أن نتائج عملية الحوار لن تكون لصالح فئة معينة أو ضد أخرى بل حلا وسطا يرضى به الجميع ويلتزم بمخرجاته، مما يجعل من الصعب بمكان على إي تنظيم أو تكتل معارض قيادة ثورة مضادة لرفض من سيختارهم الشعب ويمنحهم ثقته عبر صناديق الاقتراع.. وهنا ندرك أن بلادنا ستكون بمنأى عن أي عملية انقلابية، لذلك يحسن بنا ؟ـ اليمنيين كافة ـ على اختلاف مذاهبنا الدينية وانتماءاتنا السياسية والجغرافية إغلاق أبواب الانقسام والتفرق، وتوحيد غاياتنا والعمل يداً بيد للنهوض بأنفسنا وبلدنا من براثن الفقر والتخلف.
محمد سيف عبدالله
أهم أسباب منع أي انقلاب عسكري في اليمن 1502