شعب يفعل له القرآن والأحاديث تفعيلاً متى ما أراد رجال الدين المتحزبون، وهل يكفي هذا الشعب ما فرض عليه من تضليل وتجهيل ولتكن الاستحقاقات القادمة للانتخابات هي معيار الخلاص من الفاسدين ونبحث عن رئيس وقاضي ومحافظ ووزير وقائد ومدير وعضو مجلس نواب ومجلس محلي وحتى عاقل حارة, بشرط أن يكون كل واحد منهم مخلصاً للوطن وأميناً لكي نغير واقع بلادنا من التخريب والتدمير إلى واقع البناء والتعمير في ظل دولة يسودها النظام والقانون والمواطنة المتساوية التي ينعم بها من استوطنوا في أوروبا وأمريكا من اليهود والمسيحيين ومن عندهم من المسلمين, ونحن مازلنا تائهين في ظل قادة البلد الفاسدين.
من الأفضل؟, من الأحسن؟, من يقول أنا يمني وافتخر, أم شمالي وجنوبي منكسر؟.. لنعد للعقل والحكمة, من هم اليوم دعاة أنا جنوبي أنا شمالي هم من حكمونا بالحديد والنار, هم من سحلونا بالشوارع وقتلونا وصلبونا وأهانوا آدميتنا وأمموا ممتلكاتنا وسلبوا هيبتنا ونهبوا ثرواتنا وهم من ملكوا الأرصدة والقصور, وهم اليوم من يتباكون علينا..
ولكن ليعلموا أننا سوف ندرس ونحرم على أولادنا شيئاً اسمه الجنوب أو الشمال ونلغي العصبية من الجنوب أو الشمال, ولا بد من تغيير الحال الذي عفا عليه الزمان وما يصلح للبلاد إلا فلان وهذا فلان هو الذي أخرنا من زمان.. لابد أن يكون قادة البلاد من المخلصين للبلاد رغماً عن دعاة الشر والبطر الذي انتشر.. أنا يمني وافتخر.
عبر من مصر نستخلصها لو أردنا قراءة واقعنا ودروس تسطرها لنا مصر, فليفهما الساسة في اليمن, لقد فشلت كل أطماع الساسة التي لا يهمها شيء اسمه الوطن.. اليوم عرفنا من أرادوا سلخنا بالمذهبية وعرفنا من أرادوا تمزيقنا بالانفصال, اليوم عرفناهم وعرفنا دعواهم هذا شمالنا وهذا جنوبنا, من هم؟, هم رفاقنا وزمرتنا ومشايخنا ورموز قبائلنا.
ويا شعب الإيمان والحكمة, يا من أنتم أرق قلوباً وألين أفئدة: جاء الوقت لتسقط رموز الشر والبطر الذين دمرونا وأخرونا في اليمن وإذا أردنا اليمن موحداً لكي نعيش في صنعاء وعدن لنذكر بأن الدين في اليمن واحد وأن اللغة واحدة وأن المصير واحد, فماذا استجد ممن حكموا الشمال أو الجنوب في اليمن من هم في عهدهم طلع القمر؟.. ولنذكر أنفسنا وأولادنا أن زعامات الرفاق هي مجموعة وليس كل اليمن وزعامات القبيلة هي مجموعة أشخاص وليس كل اليمن ودعاة المذهبية والانفصال هي مجموعة أشخاص وليس كل اليمن.
إلى كل أبناء اليمن الشرفاء: هل نترك اليمن بالدين واللغة والمصير من اجل مجموعة مجرمين ومن يحلمون بعودة حكم آل حميد الدين؟.
إلى كل اليمنيين المخلصين الأوفياء المحبين لليمن في كل مدينة وسهل وجبل ووادٍ: لا تتركوا اليمن لمن هم يتصارعون على ثرواتنا وحقوقنا وممتلكاتنا وسلب هويتنا وتقزيم ولائنا وتفكيك الوطن, هؤلاء هم الأعداء للأمة والوطن, زعامات في الجنوب بالمئات وزعامات في الشمال بالمئات كل من يجمع العشرات يضع نفسه من الزعامات, فكيف سيكون مصير الشعب والوطن في ظل هذه الزعامات والتي هي على اتفاق على التخوين والتشطير وعودة البراميل, فهل نقدم لهم مصير أولادنا وما تبقى من أعمارنا لتحطيم مستقبل أجيالنا؟, وهل من قال إنه دكتور ولبس البدلة مع النظارة بانه مناضل وهو من أسس وتاجر لمن هم أعداء لليمن ولمن أرادوا تقزيم وتقسيم اليمن؟.. غيبوا عقولنا وأصبحنا منقادين.. متى نشعر بالكرامة والحرية ونستخدم البصيرة في رؤية الأشياء على حقيقتها؟.. مصاعب واجهتنا, مطالبتنا بالحق تجعلنا أقوياء بخلاف من يطالبونا بالباطل.. إن سكوتنا على الباطل يؤدي بنا إلى الانزلاق.. أصبحنا نشعر أن هناك شعارات قاتلة تمارسها علينا الأحزاب والجماعات والتي حصرت الولاء بالوطن إلى جعل الولاء محصوراً بها فقط واستبدل الشعور بالولاء للوطن إلى الولاء للأحزاب والجماعات.. لابد لليمنيين أن يقولوا للمسئولين من الآن وصاعداً مالا يحبون أن يسمعوه, عكس ماكنا عليه في الماضي من انصياع، تمام يا فندم وعلى طول يا طيب ويا شيخ.
يقول ابن تيمية: فساد الأمم بفساد الحكام وفساد الحكام بفساد العلماء وفساد العلماء بحب المال وفساد الشعوب بسكوتها على ظلم الحكام، كلنا في الهواء سواء باليمن القات بيننا والتمباك بيننا والشمة بيننا والتخلف والجهل بينا والسلاح والجنبية والمعوز والجنبية لبسنا وكلنا صفقنا للشيخ وللقائد وللرفيق والمناضل كلنا قتلنا ودمرنا ونهبنا باسم الرأسمالية والاشتراكية, وخرجنا كلنا للشوارع بعد زعمائنا وعلى ما يقولون لنا بالروح بالدم نفديك وتخفيض الراتب واجب ورفع الشيدر واجب, واخترنا كلنا من لا خير فيهم فماذا زاد الشمال على الجنوب كشعب وماذا زاد الجنوب على الشمال كشعب تركنا سفائنا وأراذلنا والرويبضة من بيننا أن تتكلم باسمنا وتقرر مصيرنا, أليس هذا عيب علينا أن نجعلهم ينشرون سمومهم وأحقادهم ويدرسونها لأولادنا وكأننا سلمنا أمرنا لهم؟.
يامن كنتم في الجنوب أو الشمال لا تصمتوا لا تهزموا لا تحبطوا للحق رجال كانوا في الجنوب أو في الشمال كلنا في الهواء سواء بماذا زاد الجنوب على الشمال يا أيها الصامتون يا دعاة العدل والنظام والمحبة والسلام لا تجعلوا مصيرنا بيد من يطلبون الدولار والريال باعونا واستلموا الثمن من فارس والخليج وعلى القنوات أبطال وفاتحون يتكلمون باسم قضيتنا والمصير وهم من دعوا للفتن وكل واحد منهم بطل يتكلم وعينه على من يدفع اكثر هل يعقل مثل هؤلاء نركن عليهم بأن الوطن والمواطن بيعيش بعيداً عن الخطر وهم من يسوقون لنا الحقد والبغض والكره لعيالنا وكيف بيكون هذا الوطن وهم هم في القديم من أمموا الممتلكات وذبحوا العلماء ونهبوا الثروات .
اليوم في اليمن أشباه الرجال يقولون بأنهم أرادوا التحرير والانفصال الجنوب عن الشمال وأقرانهم لا ننسى في الشمال يا سادة ويا قادة في مؤتمر الحوار الشعب والوحدة ما ذنبهم يجعلوا مصيرهم بمن يتكلمون على المنابر ويتحدثون على انهم ثوار وكيف بيكون الخير على أيديهم، هؤلاء الأقزام والدينصورات هم شر ما في هذا الزمان وكأن أقدارنا مربوطة بمن هم على استعداد لبيع مستقبل أولادنا.
خسرنا كل شيء, خسرنا انفسنا خسرنا مستقبل أولادنا, فلا تجعلونا نخسر بلدنا ومحبة بعضنا البعض كيمنيين واصبح الساسة يبحثون عن مصالحهم فقط تعبنا من الحالة التي نحن فيها ونسينا حتى ما قدره الله لنا وهو الموت وحياة القبر ومحدودة ما نملك من امتار بقياس ما ملكناه في الدنيا رغم علمنا أن كل شيء حصلنا عليه في الدنيا هو مجرد سراب ووهم وحلم عشنا مشاهده ووقائعه لم توصلنا إلى حقائق وغاية وجودنا بل الشر والبطر كان ملازما لنا حتى آخر أعمالنا, فهل نستيقظ من منامنا ونستعيد الكرامة وننشد المحبة والوئام والسلام؟.
محمد أمين الكامل
الشر والبطر منتشر في اليمن (2) 1429