لأننا أمة ﻻ تعرف اليأس دائماً نجعل من الشدة عنواناً للنصر والتمكين, وبرغم ما أصاب المسلمين هذه الأيام من كرب عظيم لما يحدث في عاصمة الدولة العباسية وعاصمة الدولة الأموية وعاصمة الدولة المملوكية أرض الكنانة, وما يحدث في الصومال وبلاد الأفغان, إلا أننا يجب أن نعرف أننا نعيش مرحلة "ويخزهم", وهي مرحلة ما قبل "وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين", ولولا هذه المرحلة التي أخزى الله وجوهاً كانت تتدثر بجلباب الدين والقيم وإذا بها تتكشف أمام الأمة (ليميز الله الخبيث من الطيب), ولولا هذه المحن ما عرفنا هذا الكم الهائل من النفاق الذي يقبع في قلب الأمة, في نخبها وحكامها وإعلامها.. إنها مرحلة ما قبل النصر القادم بإذن الله, وما علينا إلا أن نسلك الأمور التالية:-
أولاً: أن نعتقد أنه ما من حدث مفرح ولا محزن إلا قد سبق في علم الله قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
ثانياً: أن ننظر للصورة الإيجابية من الحدث ولا تركز على السلبية فقط.
ثالثاً: لقد حدث للمسلمين يوم الأحزاب أشد مما يحدث الآن, وقد عبر عن ذلك القرآن بقوله "إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا".. وفي هذا الجو المرعب كان يبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الروم وفارس وصنعاء.
رابعاً: تذكر أن التتار والصليبين أحدثوا في الأمة مقتلة عظيمة, حتى قال المؤرخ ابن الأثير:" ها أنا ذا أكتب هذا الحدث العظيم ولا أدري هل سيأتي من بعدي من المسلمين من يقرأ أم لا", ظناً منه أن الأمة ستنتهي.
خامساً: قد يتخلل الغيث رعد وبرق وعواصف, ولكنه في النهاية يجعل الأرض مخضرة.
سادساً: لا نشغل أنفسنا بـ"متى نصر الله", ولكن بـ"كونوا أنصار الله" حتى نلقى الله:
أخيراً نتذكر: يطرق الحديد ليقوى والذهب ليصفى.
* عضو مجلس النواب