لن تغظ قوى الشر والاستبداد والطغيان العالمية طرفها ولن تتهاون ولن تتوقف ولن تتخلى أو تبخل عن العمل والتخطيط والدعم للقضاء على ثورات الربيع وثوارها الأحرار, وقتل إرادة الشعوب وحريتها وإعادتها إلى حظيرة الاستبداد والاستعباد.. ولن تتوقف أو تتراخى تيارات العبيد والفشل والانبطاح والانحطاط والتآمر والعمالة والخيانة والزيف والكذب والادعاء والتسلق والتخاذل والنفاق..
في كل بلدان الربيع أو غيرها عن العمل تحت كل المسميات والشعارات والقيم الثورية والوطنية والقومية والدينية والحقوقية والديمقراطية.. لتنفيذ تلك المخططات والسعي بكل الوسائل والطرق إلى تحقيقها مهما كلف الأمر.. وهذا ما يجري في بلدان الربيع, وأكبر شاهد على ذلك هو ما حدث ويحدث اليوم في مصر.. فاذا كانت المراحل التي مرت بها ثورات الربيع منذ انطلاقتهاـ وإن لم تكن محض الصدفةـ إلا أنها تعد بمثابة التمحيص والاختبار والكشف والتعرية والتمييز والفصل..
فعلى الرغم من الصعوبات المريرة في تلك المراحل الثورية والتحديات الشديدة في المعارك السياسية التي مرت بها وخاضتها ثورة مصر وثوارها الأحرار, إلا أنها استطاعت أن تجتاز كل ذلك بنجاح وأصبحت تمثل أرقى نموذجاً لثورات الربيع, فما تمر به اليوم ثورات الربيع وعلى وجه الخصوص ثورة مصر ليس وليد اللحظة وليس نتيجة تلك الأخطاء التي حدثت في تلك المراحل.. إلا أنه أكثر وضوحاً وإن كان أشد صعوبة وأقوى تحدياً.. فما يجري اليوم في مصر ليس انقلابا على الثورة وحربا على الإخوان فقط ـ وإن كان ذلك واضحاـ وإنما حرب استبدادية على كل قيم الحرية والعدالة والإرادة والديمقراطية وعلى كل المبادئ والحقوق الإنسانية تعدها وتدعمها كل قوى الاستبداد والشر العالمية التي تعمل على إفشال وإسقاط كل ثورات الربيع والتي رأيناها بوضوح- في كل المراحل الثورية والمعارك الديمقراطية التي مرت بها وخاضتها ثورة مصر وثوارها الأحرارـ وهى تعمل بكل الوسائل لإعاقتها وإفشالها..
وتيارات العبيد والانبطاح التي ركبت الثورات في كل بلدان الربيع والتي حاولت السيطرة على الثورة في تلك المراحل وفشلت, وسقطت في كل المعارك الديمقراطية.. هي التي تقوم بتنفيذ تلك المخططات وشن تلك الحروب الإجرامية المستبدة في كل بلدان الربيع..
إنها وإن اختلفت الأساليب والوسائل والطرق, وتغيرت بعض الأشكال والوجوه فإن الحقائق قد أصبحت أكثر وضوحاً لا تخفى على أحد ولا ينكرها إلا من أشرب قلبه الذل والخيانة, وأعماه الانبطاح والتآمر وأصمه الحقد والتعصب للباطل.
معاذ الجحافي
الحرب على الحرية 1351