ظلت محافظة ريمة خلال العقود السابقة وفي ظل حكومات وأنظمة متفاوتة وهي غارقة في ظلام دامس دون أن يرثى لها من قبل من حكموا اليمن ولم يعر أي اهتمام لأبناء هذه المحافظة وتضحياتهم الجسيمة في تبني دعائم الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجمهورية التي عانت من التشرذم والفوضى من قبل عناصر معادية للوطن بأسره, لكننا للأسف الشديد لم نر أي إنصاف من قبل الأنظمة التي حكمت اليمن أمام هذه التضحيات من خلال إعطاء المحافظة حقها من المشاريع الأساسية للحياة, إذ ظلت المحافظة تحت مرارة الظلم والتهميش وحرمانها من مشروع الكهرباء حيث وهي تعيش في ظلام مطبق عليها من جميع الاتجاهات, بل إن بعض أبراج الكهرباء المستفيدة منها محافظات أخرى تمر من على تراب المحافظة.
نناشد حكومة التغيير حكومة العدالة المتساوية, نناشدكم باسم الشعور الفردي والجمعي والإنساني أن تلتفتوا إلى محافظة مازالت تعيش في زمن العصور الحجرية التي قد تكون أرحم قياساً لما تعيشه المحافظة حالياً, نظراً لحرمانها من أبسط مقومات الحياة الأساسية.
سؤال نقدمه للحكومة: ما أهم هدف خرجت من أجله ثورة الشباب السلمية المعبرة عن إرادة الشعب؟, أليس هو العدالة المتساوية بين جميع شرائح المجتمع في الحقوق والواجبات؟.. لابأس إذا قلنا إنها فترة انتقالية, ولكنها تقاس بزمن المتاعب والتعويض في زمن عصرنة الأهداف والإنسان, فأي عصر ترى ينتظر محافظة ريمة.
محافظة ريمة مازالت تعيش على ما كانت عليه في السابق وبهذا نستنتج أن حكومة الوفاق إما تجاهلت أهم أهداف الثورة الشبابية أو أن أهلها مقصرون في رفع سقف مطالبهم أسوة ببقية من يقومون بأعمال الخطف والتدمير والإخلال بالسكينة, وهذا ما تربأ به مدنية وسلوك أبناء ريمة اعرف أن البعض سيتجاهل ما أتكلم عنه, بحجة أن الشعب اليمني كله مظلوم ويحتاج إلى العدالة المتساوية صحيح, لكن أبناء محافظة ريمة جار عليهم الظلم والتهميش المتعمد أكثر بكثير من إخوانهم في المحافظات الأخرى, فمثلاً هل هناك محافظة في الجمهورية لا يوجد فيها كهرباء ؟.. الجواب (لا) باستثناء محافظة ريمة.. هل هناك محافظة لا يوجد فيها طرقات؟.. الجواب (لا), باستثناء محافظة ريمة.. هل هناك محافظة لا يوجد فيها مستشفيات؟.. الجواب (لا) باستثناء محافظة ريمة؟.. هل هناك محافظة لا يوجد فيها مشاريع مياه؟.. الجواب (لا) باستثناء محافظة ريمة, وغيرها من المشاريع الخدمية والحياتية, انعدام كلي ولا يوجد حتى إقرار في الموازنة السنوية للحكومة بإقامة مشروع كهرباء للمحافظة كي يستبشر أبناؤها بقدوم العدالة المتساوية بين جميع المواطنين بهذه الخدمة, فمازلنا ونحن في هذه المحافظة نأمل أن تتضمن مخرجات الحوار الوطني لما ينتظره أبناء محافظة ريمة من عدالة في توزيع المشاريع الخدمية, وما نراه في تقديم الرؤى المقدمة والمتعددة عن كيفية نظام الحكم في اليمن.
نتساءل: هل حكم الأقاليم سيحقق الهدف الذي ينشده كل أبناء هذه المحافظة؟.. نأمل ذلك.
صالح عبدالله المسوري
مستقبل كهرباء محافظة ريمة في ظل الدولة الاتحادية 1447