دكتور جيكل ومستر هايد هي رواية خيالية للأديب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون نشرت لأول مره في لندن عام 1886.. وتتناول الرواية الصراع بين الخير والشر داخل الإنسان, اهتم بها علماء النفس لما فيها من نظرة علمية دقيقة لما يدور بداخل النفس البشرية من صراعات.. هذه القصة تدور حول شخصية واحدة لها جانبان، أحدهما جيد وطيب, والجانب الآخر هو الجانب الشرير والخبيث.
د. جيكل الطبيب الطيب نهاراً ومستر هايد السفاح العنيف ليلاً.. والناس تتعامل مع د. جيكل دون أن تعلم أنه هو نفسه مستر هايد الذى يروعهم.
هذه القصة سمعتها قبل ما يقارب عقدين من الزمان ومازالت أحداثها عالقة في ذاكرتي، لأنها تحكي واقعاً نعيشه نحن الغالبية العظمى من أمة الإسلام وإن كانت بالنسبة للغرب شخصية خيالية, فهي شخصية حقيقية عندنا نحن العرب..
فإذا تأملنا في سلوكيات من حولنا من الناس ممن نعاشرهم و نتعامل معهم ونتعرف عليهم سنجد أن الغالبية العظمى منهم يعانون من انفصام في الشخصية.. فتجده أمام الكاميرا الشخصية وخلف الكواليس شخصية أخرى, في بيته شخصية, ومع أصدقائه شخصية مختلفة, عندما يلقي خطبة الجمعة شخصية وعندما يتعامل مع أرحامه شخصية أخرى, ناجح في عمله وفاشل في حياته الأسرية, رباني في المسجد شيطاني خارج المسجد.. إذا كتب شعراً أو مقالاً أو ألقى خطاباً شخصية, وإذا تعامل مع الناس وعاشرهم شخصية أخرى, مربي فاضل في المدرسة وقدوه سيئة خارجها, مناضل كبير وفي نفس الوقت سارق خطير.. والأمثلة كثيره جداً.
كلام قبيلي:
يا أمة التوحيد ليش الانفصام
وأحوالنا عن ديننا متباعدة
ضاعت سنين العمر وإحنا في هيام
في نور في يحيى ولا به فايدة
الابن والابنة وجده والغلام
والأب والأخوات جنب الوالدة
العانسة والأرملة جنب المدام
حتى العجوز اللي بليله ساجدة
يا مطلقين أبصاركم صوب الحرام
غض البصر واجب وربي رايدة
يعلم خفايا النفس حله والحرام
خيانة الأبصار ربي راصدة
بيوتكم للجن تسكنها الهوام
حالات نفسيه مشاكل واجدة
والزوج والزوجة مشاكل في خصام
الابن ضايع والبنية راقدة
قادر يرد النور في عينك ظلام
وأعضاء هذا الجسم تصبح باردة
يا حسرة الأبصار في ذاك المقام
والعين والآذان كلٌ شاهدة
يا أمة التوحيد ليش الانفصام
وأحوالنا عن ديننا متباعدة
ويا صاح ما ينفع صلاتك والصيام
أو قول سبحانك ونفسك حاقدة
أحلام القبيلي
انفصام...!! 1926