بأي حروف سنهتف باسمك "بشار....!"، وأطفالنا يتناثرون كعصف مأكول على أرصفة الجريمة..؟! بأية لغة سيكتب التاريخ عن سواد عصرك ودموية حكمك.. عن أية وطنية سنتحدث عنها حين نناصرك وننافح زيفاً من أجل تلميع صورتك الكئيبة وتغطية أنيابك القاتلة..
ترى بأي غسيل سنمحو العار الذي ألحقته بأمة لم تعرف انتهاكاتك حتى بسيوف أعدائها ولم تنجب فظائعك حتى بنادق الغزاة.. غير أننا سنظل في حمى النضال ننتظر ثمار الدعوة المستجابة وانجاز الرصاصة الرحيمة التي ستنقذنا من كهنوتك إلى حيث يلوح وميض الانتصار..!!
قل لو كان البحر دموعاً لحسراتنا لاستنزفناه في بكاء كوارث عدوانك؛ لتظل الحسرة قائمة والقلوب مكسورة ودمشق- كربلاء الحزن الحديث- عاصمةً سرمديةً للنواح الأسود والعويل المرير.
هل بات قدر على سوريا أن تجتاحها مجدداً جحافل المغول في القرن الواحد والعشرين بقيادة "الخان بشار"؛ فيداهمها "هولاكو الأسد" بكلابه وحرابه ويجتاح دمشق بهستريا مجنونة، ليهدي أقدم عاصمة في التاريخ إحدى زوجاته كما فعلها نظيره المغولي في العام (1260م) قبل ان يحرق الزرع ويتلف الضرع ويقتل الشيوخ والأطفال والنساء وها هو اليوم بسيناريو جديد ببطل عربي صنعته العمالة وبذرة الجريمة يجعل من سوريا خارطة ممتدة كالأنين؛ من الألم الى حيث النحيب المتكور في بقعة دم تلعن فلول القتلة والسفاحين.
كم عدد غزواتك القومية ومعاركك الوطنية قائدنا الهمام بشار؟!.. وما حجم ضحاياك في صفوف جنود الاحتلال الصهيوني يا ترى.. وكم هم أوساط شعبك ..؟..كم رصاصة غادرت بندقيتك تجاه إسرائيل ..؟ وكم من الرصاص نثرتها على صدور ابنائنا وبقرت بها البطون وخنقت بغبار الغازات الخبيثة أنفاس الأبرياء ونشرت في البلاد مأتماً لا يزول ..
في معاركهم كلها؛ قتل المغول عشرات الآلاف وسلبوا ودمروا ونهبوا وأحرقوا وأفسدوا في سوريا الأبية، لكنك وحدك من فاق هول التتار وجنونهم وهوسهم للدماء، وحدك بشار من أتقن صنع الكارثة حتى يعيش نظامه أطول وقت ممكن ونجحت سياساته في نشر الرعب بصناعة خصم جديد ليظهر لنا كبطل وطني يذود عن سوريا حُمَّى الإرهاب القادم من الحدود وأنت من هزت السماء جرائمه؛ حين أراد لأطفالنا الرحيل دون نعي رسمي أو حداد؛ إذ لو ان ضحايا جريمة كتلك التي حدثت في ريف دمشق، كانت في دولة تحترم الحقوق وبسبب وباء كارثي ليس إلا، لهتزت منظومة الحكم ولأرينا المسؤولين يتساقطون كأوراق الخريف ..
أخيراً يبرز التساؤل: ما الفرق بين كرفتة بشار الأنيقة ولحية إرهابي يسفك الدماء باسم الدين..؟.. أليس كلاهما سفاحان يحاولان عبثاُ إخفاء حقيقتهما وبلا جدوى.. ؟!!
عبد الحافظ الصمدي
هولاكو الأسد!! 1823