الحديث عن اليمن أرضاً وشعباً لن تستوعبه أسطر حثيثة, ولكن يكفي التركيز بالإشارة إلى أهم تغيير من شأنه أن يقلب تلك الرؤية عن اليمن كلياً أمام العالم, وهو سوء أخلاق بعض أبنائهم (حتى لا نظلم الجميع) والذي يعكس حسن الظنون بأن اليمن جميلة بأبنائها.
وأنت تمر بالأرض اليمنية تلمس من روائحها ما قد يبعث في النفس الراحة والبهجة، في إب مثلاً قد يمنعك مشهد الخُضرة والشلالات وعناق السحاب مع التلال والجبال أن تنظر حتى في مرآتك، وتسيطر عليك حينها فكرة أن اليمن جميلة.. جميلة جدا وهذه إحدى رموزها، ولكن ما أن تقع عينك على منظر مقزز كنفاية مكدسة مثلا في جوانب تلة جميلة تنقلب تلك الفكرة وترى اليمن بعين أخرى، تتقزز وتستفزك المناظر وتدرك كم نحن اليمنيين لا نهتم لأنفسنا وأوطاننا، نظافة هذه البلاد هي انعكاس لنظافة أبنائها فكلما زرت بلدا آخر غير اليمن تشعر أنك لست نظيفاً رغم نظافة ملابسك.. إذن النظافة هي انعكاس لنظافة العقول أولاً، وإلى جانب النظافة المفقودة لهذه الأرض هناك شيء آخر يعد الأخطر في تشويه صورة اليمن واليمنيين في الخارج وهو سوء أخلاق البعض وعدم أناقة ألسنتهم وتصرفاتهم الغبية أكثر الأحيان.. أتحدث هنا عن التحرش والاختطاف والقتل والسرقة خصوصا للأجانب.. حسن التعامل مع الأجانب يبني الفكرة الأولى لهذه الأرض وكلما كنت فظاً غليظ القلب سموّك (سيء).. لا ننكر أننا نحترم الزائرين لهذه البلد ولكن حينما يتعرضون لمثل هذه القضايا كالاختطاف مثلاً فإننا ننصرف عنهم بحجة (مالناش دخل) وننسى أننا مازلنا يمنيين والسيئة تعم.. إذن كلنا سيئين وإن لم نكن كذلك.
هي دعوة مني لأبناء هذه الأرض الطيبة والجميلة بالالتفات إليها ونبذ السلوكيات التي من شأنها أن تعكس نظرة سيئة للوطن، وليعلم الجميع أن الوطن مرآة لأبنائه, لذا لا بد من الحفاظ عليه وعلى سمعته ورفع مستوى الجمال فيه بكل شيء من شأنه عكس رقي من هم أرق قلوباً وألين أفئدة.
أحلام المقالح
اليمن جميلة بأرضها وسيئة بأخلاق أبنائها 1831