في بداية المقال أسجل اعتذاري لكل من الملك فيصل (الكرامة ) وللشيخ زايد (الخير) وللشيخ حمد (العروبة), شموع الخير في ظلام (حكام الخليج) بسبب قسوة العنوان.
أخي القارئ: ولك في البداية أن تعرف أن ممالك الخليج منذ الولادة ما قامت إلا على التآمر والعمالة ولولا ذهب وسلاح بريطانيا العظمى ضد الشريف حسين والدولة العثمانية لما وجدت هذه الممالك وهؤلاء الحكام .. ولو فتشت في تاريخهم لما وجدت ظاهراً للعيان غير هذه السمة التي ولدت معهم ولعل أسوأ منها هو تطابق مصالحهم مع مصالح العدو الصهيوني في أكثر من موقف ومنها على سبيل المثال موقفهم من العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان وحرب الانفصال في جنوب اليمن ودعم متمردي جنوب السودان وتأجيج فتن الصومال ومن قبله تعاونهم مع الإمامة في حربه مع الجمهورية.. كما اعترف مؤخراً الكيان الصهيوني وليس بعيداً مباركتهم للإمام يحي حميد الدين لإتمام صفقته مع الوكالة اليهودية فيما يسمى بعملية بساط الريح التي اعتبرت أكبر عملية هجرة جماعية لليهود إلى فلسطين في التاريخ والتي ما كان الإمام ليجرأ على الموافقة إذا كان آل سعود رافضين لها, بحكم التحالف المشترك آنذاك.
أخي القارئ: ما جعلني أتذكر مساوئ هذه الممالك هو الموقف المخزي والداعم لعسكر مصر والتآمر على ثورات الربيع العربي, فبعد مشاركة هذه الحفنة من زعماء العصابات في حرب الغرب على أفغانستان والعراق وتسليمهما للشيعة.. وما تسرب أخيراً من توافق سعودي إيراني على التضحية بسوريا مقابل البحرين ودعم الإمارات والسعودية للحوثي ولغيرة من أجل زعزعة استقرار اليمن..
كل هذا جعلني أتساءل: أما كانت هذه المليارات وهذا الجهد السياسي والمعنوي أحوج إليه الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران؟, أما كانت القواعد الأمريكية المحتلة لبلدانهم, والتي اشتهرت بهروب نسائهم مع جنودها بين الحين والآخر, أولى بهذا المكر والتآمر, أو ليس (البدون) في الكويت مستحقين لهذا الدعم أكثر من العسكر في مصر؟, أما كانت العوانس والعانسون والذين هم بالملايين في بلد الحرمين أحق بهذه المليارات وستكون قربة لآل سعود عند الله أفضل من إراقة دماء المسلمين والتآمر عليهم؟.. من يصدق أن الدولة الأغنى في العالم والأكبر في احتياطيها المالي فيها فقراء بالجملة؟!.
يكفي أن تعرف أخي القارئ أن صاحب فندق في منطقة الزاهر بمكة المكرمة أعلن سيدفع لكل أسرة فقيرة في منطقته من زكاة هذا العام 400 ريال سعودي في شعبان الماضي وتفاجأ بتسجيل أكثر من 200 أسرة لأسمائهم وهم سعوديون ولهم الحق في تريليونات الدولارات التي تسعد مئات الملايين من الأمريكان والأوربيين باسم الاستثمار..
لكن يبدو أن من شب على شيء شاب عليه, فحكومات التآمر الخليجي تتآمر على فنادق ومؤسسات مواطنيها تهدمها باسم التوسعة للحرمين وتعطيهم فتات تعويضات وتقنن البناء والأبراج في المواقع الجديدة للمقربين من الأسرة المالكة وشركائها فقط..
هؤلاء الحكام لم يسلموا حتى الدين من التآمر, فقاموا بدعم من يفتي بحرمة الخروج على ولي الأمر وحرمة دفع الزكاة للجمعيات الخيرية والجهادية وحرمة قيام الأحزاب والمشاركة في العملية السياسية (علمانية إسلامية)..
وأصبح عندهم من يدعو على السيسي قاتل الأطفال والنساء من أئمة الجوامع مجرماً يستحق العزل والسجن, ومن يدعو للأمراء الذين يقضون ثلاثة أرباع السنة في السياحة في لبنان والمغرب وإسبانيا هو من أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأخيراً أخي القارئ: هذه هي الصورة البسيطة والتي يمكن للصحافة أن تتحدث عنها وهناك جزء من الصورة لم ننقل منه شيئاً, لأن التاريخ هو الوحيد الكفيل بنقله, لأنه لن تمتد له أيدي وسطوة هؤلاء الظلمة بسوء ولن يخاف على مستقبله من أيديهم التي مثل الإخطبوط تصل لكل من يرفض سياستهم ويفتح ملفاتهم السوداء.
فؤاد الفقيه
ممالك الشر في الخليج 1638