مرة بعد أخرى يثبت الشعب المصري أنه طراز فريد في عشقه للحرية واعتزازه بالكرامة والوطنية، وإيمانه بأن إرادته الحرة هي من إرادة الله الذي خلقه حرًا يرفض الظلم ويؤمن بأن (ولِلَّهِ العِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ)ولا يقيم على ضَيْمٍ يُراد به إلا الأذلَّان عير الحي والوتد لقد انتفض الشعب رافضًا للانقلاب الدموي وملأ الميادين دون أن ترهبه التهديدات التي يطلقها الانقلابيون، ولم يزده سفك الدماء الزكية أمام دار الحرس الجمهوري وأمام النصب التذكاري وأمام مسجد القائد إبراهيم وفي كل محافظات مصر ثم في ميدان رابعة والنهضة إلا اعتزازًا بكرامته وحرصًا على حريته، فخرجت جموعه بالملايين في كل شوارع وميادين مصر ليقول للانقلابيين: أنا الشعب أنا الشعب، لن نرجع إلى بيوتنا إلا أحرارًا كرامًا محققين أهدافنا المتمثلة في عودة الشرعية الدستورية كاملة ومحاسبة الوالغين في دماء الشعب.
فيا كل مصري في كل أنحاء الوطن، لم يعد لأحد عذر في القعود والتخلف عن المظاهرات والمسيرات المعبرة عن نبض الشعب الحر، وهيا بنا جميعًا لنقتلع هذا الانقلاب الدموي الذي تزلزل بفضل الله أولاً ثم بفضل صمود الأحرار المرابطين، وبدأت أركانه في التفكك والتصدع، ولم يبق إلا الهزة الأخيرة التي يقوم بها الشعب المصري الحر لإنهاء هذا الانقلاب وإزهاق هذا الباطل (وقُلْ جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
هيا ندرك مصر قبل أن تتم سرقتها وسرقة ثورتها؟ وهيا ندرك مستقبل أولادنا قبل أن يجعله الانقلابيون دماءً وأشلاءً؟ هيا معًا لإنقاذ مستقبل مصر من يد العابثين الذين يريدون أن يعودوا بها إلى عصر ما قبل الدولة.
والله أكبر.. وتحيا مصر
أستاذ علم الحديث في جامعة الأزهر الشريف
وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين
د.عبدالرحمن البر
أنا الشعب.. أنا الشعب 1139