;
راكان عبدالباسط الجبيحي
راكان عبدالباسط الجبيحي

ثورات الربيع العربي! 1500

2013-08-23 16:53:41


عندما هبت رياح التغيير في دول الربيع العربي كان هناك إرادة وعزيمة من قبل الشعوب العربية على الإصرار والتحدي لاندلاع ثورة غاضبة وإنتاج تغيير شامل وإظهار شمس الحق وإخفاء غلاف الظلم من بين الحكام الدكتاتوريين الذي كانت ثورات الربيع العربي هي المُسمى الأكبر والنقطة الحاسمة والثمرة الناضجة لدى شعوب الوطن العربي في إعلان حرية التعبير والتحول باتجاه قطار التغيير والدمقراطية البناءة على أساس الحرية والمساواة والحقوق المفروضة للشعب الذي كان هو البادئ والمتمسك بعجلة القيادة نحو استشراق شمس الأمل والحرية التامة.
كان انطلاق ثورات الربيع العربي منذُ مركز بدايتها تتجه نحو قافلة الحرية وشرارة التغيير الجاد والمثمر الذي كان هو البادئ لذلك واعتصم من اجل راية التغيير والدمقراطية الحقيقية..
مضت الأيام كما هي حتى وصول قطار الإجهاض والتآكل الأمريكي- الخليجي لتصطدم بجسر الحرية وتعلن دعمها الكامل للعملية الدمقراطية التي تخدم المصالح الخارجية بصفة اكبر وهذا كان خطأ فادح لدى الشعب الثأر عندما تدخلت الأيادي الخارجية في الشأن الداخلي وتتحول مسار ثورات الربيع العربي نحو المجهول.. فلقد قامت أمريكا وحلفائها بدعم الربيع العربي على أساس الوقوف مع التغيير والتحول الدمقراطي وعلى العكس يحدث ما لم نتوقع حدوثه.
فلقد حدثت وقائع لم تكن في الحسبان ولا في أذهان المواطن العربي.. فقد كان هناك غزو واجتثاث للربيع العربي من قبل الداعمين للتغيير وهذا يترتب على وجود مصالح خارجية مشتركة سعت إليها دول الخليج بجانب الولايات المتحدة الأمريكية لإجهاض وإفشال عملية التغيير.
فعندما دعمت أمريكا وحلفائها عملية التغيير والتحول الدمقراطي في ثورات الربيع العربي كان لديها مخطط مرسوم يتضمن على تنصيب عملاء لها في السلطة أو في نفوذ الدولة ومؤسساتها في الأنظمة الجديدة على الطريقة التي تخدم مصلحتها ومصلحة إسرائيل أولاً.. لكنهم انصدموا عندما وقفت جماعة الإخوان المسلمين وتربعت على الحكم في مصر وتونس ولربما قريباً اليمن من خلال الحشود الغفيرة التابعة للإخوان عبر صناديق الاقتراع.. وها هم الآن يعودون ترتيب أوراقهم ويكررون سيناريو الغزو لرحيل الإخوان في مصر ونوع من إطالة الأزمة السورية لترتيب الأوراق حتى لا يتكرر الخطأ وإعادة دعم علي عبدالله صالح وبعض القوى في اليمن حتى لا يقعون في الخطأ ويعتلون الإخوان إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
فأمريكا وحلفائها ودول الخليج على وجه الخصوص لا يريدون بأن تتمركز وتتربع جماعة الإخوان والإسلاميين في الحكم لانهم الحلقة العظمى لتكتيف وتطويق أمريكا وإسرائيل من جميع الاتجاهات وبهذا الشكل سوف تفقد واشنطن سيطرتها في الشرق الأوسط.. والسيناريو العراقي والحرب الدولية في سوريا وزعزعة الأوضاع في تونس ودعم الانقلاب لرحيل الإخوان في مصر وإحداث نوع من التآكل الجسدي اللاشعوري في اليمن وليبيا اهم دليل على ذلك..
ففي سوريا كانت أمريكا تؤيد برحيل بشار الأسد.. لكن سرعان ما قامت جماعات جهادية إسلامية حدث نوع من التراجع والتماطل من قبل الإدارة الأمريكية بعدم دعم المعارضة المسلحة وقامت بدعم حركات متطرفة لتصفية الجماعات الجهادية التي تجاهد وتقاوم من أجل إعلان راية النصر وإنقاذ الدولة السورية من بين الأيادي الغادرة.
ولعل ما حدث في مصر اكبر دليل بان الدمقراطية التي قامت من أجلاها ثورات الربيع العربي تم إجهاضها من قبل الداعمين للانقلاب العسكري في مصر وفض الاعتصام بمجزرة كبيرة بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي دق وتيرة العنف وأوصل مصر إلى حمام دم ومستنقع الاضطرابات وادخلها في جروب الحرب الأهلية.
إن عملية التغيير والتحول الدمقراطي في ثورات الربيع العربي تتآكل وتُسرق يوماً بعد آخر جراء الأوضاع الجارية في بلدان الوطن العربي حينما دخلت أيادي خارجية فيها،، وان ازداد الأمر سوء وتعقيداً وتراكمت التدخلات الخارجية عندئذ سوف تفقد ثورات الربيع العربي شعارها الدمقراطي وسوف تتآكل وتُنهب من بين ضلوع الشعب وستدخل بلدان الربيع العربي في مغبة الاحتشام وسوف تتجه نحو حروب أهلية بين بعضها البعض وما حدث أمس الأول في ميادين مصر من اقتحام الجيش والشرطة المصرية لميداني رابعة والنهضة وسقوط آلاف القتلى والجرحى يجعلنا ندرك بأن قطار التآكل الخارجي قد بدأ من نقطة الصفر وهو في طريقه باتجاه بقية البلدان وسوف يحلق في سماء بقية دول الربيع العربي وعلى سير هذا النمط سوف تحقق أمريكا وإسرائيل ودول الخليج نتائجها وأهدافها عن طريق السيناريو المصري والغزو العراقي والتماطل السوري ولكن بطريقة أخرى دون أن يشعر المواطن العربي الذي تم مراوغته من خلال وسائل الإعلام على شعار الوقوف مع الدمقراطية والتغيير..
ففيقوا من غيبوبتكم يا دول العالم العربي فإن قطار التآكل الأمريكي قد شد رحاله باتجاه بلدانكم ولا أرى بأن تنجوا فهي في طريقها نحو ضوء لا نهاية له سوى الغزو وانفجار بؤرة الحروب والصراعات.. اللهم جنبنا الفتن واحفظ الأمتين العربية والإسلامية من كل غازٍ ومحتل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد