ما جرى ولازال قائماً في شوارع مصر من قتل بشع وبصور أبشع مما يتصوره أحد، يجعلك تتأكد بأنك في جمهورية الإرهاب وليست مصر الحضارة والإنسان، ما تتعرض له جماعة الإخوان ومناصري الرئيس مرسي ممن لا ينتمون للجماعة من قتل وحرق وسحل ممنهج وبشع أمام الداخل والخارج هو عين الإرهاب الحقيقي والذي يتبرأ منه كل أحرار وحرائر العالم ممن ينتمون إلى الضمير الإنساني..
أن يتم إطلاق الرصاص على معتقلين في طريقهم إلى السجن وتعذيبهم وقتلهم بالسكاكين فهذا هو الإرهاب والأكثر إرهابا ذلك الكذب والبهتان في رواية داخلية الانقلاب العسكري بأن المعتقلين لديهم أسلحة واختطفوا ضابط ووو..وغيرها من الجمل المطاطية التي تكشف الحقيقة بجلاء، فكيف لمعتقل أن يمتلك السلاح وأن يقاوم وأن..
سأكون بليداً وأعمى وأصدق ما قاله العسكر بأن اعتصامي رابعة والنهضة ليس سلميا وبأن المتظاهرين قتلوا أنفسهم أو انتحروا, بل وقتلوا العسكر وهم يهتفون بالسلمية وغيرها من التراهات التي رددها الإنقلابيون عن مجازر رابعة والنهضة، لكن كيف سيصدق العقل وأي إنسان بأن المعتقلين والمرحلين على عربات وناقلات السجناء تمردوا وحملوا السلاح فكان الجيش ملتزما بضبط النفس والخروج بأقل الخسائر والتي بلغت 52 شهيد، يا ناس يا عالم هل من عقول يمكن أن تصدق هذه الهرطقات والمزاعم التي لا يوجد أقبح منها سوى من يتفوه بها، جريمة إنسانية لم يعملها أحد بأن يتم تصفية معتقلين وقتلهم والتمثيل بهم.. لنفترض أن المعتقلين مجرمون وقتلة وإرهابيون, فعلى الأقل لتجري لهم محاكمات عاجلة وعادلة بدلاً مما تعرضوا له.
مجزرة أبو زعبل عينة صغيرة وسط كوم من العينات لإرهاب منظم وممول من قوى إرهابية خارجية صدرت وتصدر الإرهاب يومياً للعالم عبر سياسة مدروسة ومفضوحة أمام الجميع.. وبين الكم الهائل من الأفعال الإجرامية والإرهابية والتي تمارسها سلطات الانقلاب العسكري تجد بأن وسائل الإعلام المصرية الرسمية واحدة من بؤر الإرهاب التي تقتل بصورة أبشع من رصاصة القناص وقذيفة الدبابة والمدفع، والأغرب أن تلك الوسائل كتبت عبارة باللغة الإنجليزية مفادها أن مصر تحارب الإرهاب، قمة العهر الإعلامي والقبح الرخيص السافل في التناقض.. والحقيقة أن سلطات الانقلاب تمارس الإرهاب بأبهى وأجل الصور، ولعل التفويض الذي طلبه السفاح السيسي في 26 يوليو الفائت كان مبرراً لممارسة الإرهاب وليس لمحاربته.
والأغرب أن الرئاسة المصرية قالت بأنها تواجه حرباً مفتوحة مع الإرهاب.. للأسف عشنا وشفنا كل العجائب والغرائب, فما تقوم به سلطات الانقلاب من قتل وصل لأكثر من 3500 شهيد منذ تدشين الانقلاب في 3 يوليو الفائت واعتقال للآلاف وجرح عشرات الآلاف, ليس إلا كحديث عاهرة تحاضر وتتفلسف عن الشرف والقيم والأخلاق..
تباً وألف تب لسلطات الانقلاب الإرهابية والتي تمارس إرهابها برعاية عربية ودولية غير مبررة البتة، وبعد هذا الإرهاب يعتقلون الضحية ويرمونه للنيابة والقضاء متهما بالإرهاب، يمارسون العهر ويرمون أنفسهم أبرياء وغيرهم المجرمون، كل المشاهد الحالية والسوداوية في مصر وشوارعها تقود إلى اعتقادات خاطئة كالميول إلى الفكر القاعدي نتيجة عزم سلطات الانقلاب على اللاعودة وعدم التراجع وهذا ما يجعل بعض شباب الإخوان أو غيرهم من الشباب يؤمنون بعدم جدوى الديمقراطية وحكايات النضال السلمي ويعزز ثقة القاعدة بمشروعها الذي بدأ يتعرض لاهتزاز عنيف عقب تحقيق مكاسب من النضال السلمي والعملية الديمقراطية.. وفي مثل هكذا أوضاع لن تجد مبرر لتقنع الآخرين في الانحراف نحو الإرهاب والإرهاب المضاد وستكون مصر وبقية الشعوب على مستقبل مجهول.
محمود الحمزي
جمهورية الإرهاب 1530