إن قائد الانقلاب عسكر مصر يريد دفع القوى الإسلامية خارج إطار الفعل التأثيري، حتى يبني نظاماً سياسياً مقدراً بشروط علمانية، ومقيداً بدور سياسي للقوات المسلحة، ثم بعد ذلك يمكن لأي قوى أن تشارك في العملية السياسية وفق الشروط التي وضعت, لأن الانتخابات ستكون عملية شكلية لا معنى لها، كما أن القوى الإسلامية إذا شاركت في النظام السياسي الذي يستهدف
الانقلاب بناءه سوف تكون محرومة أصلاً من أن تكون معبرة عن هوية الأمة، وتصبح مشاركتها بلا معنى، بعد أن يصبح المشروع والهوية الإسلامية مقيدين بشروط علمانية.. ومن أجل تحقيق هذا الهدف كانت مذبحة الاعتصامات مروعة والقتل مستمراً، لأنه يريد كسر قوة القوى الإسلامية حتى يتمكن من تمرير تصوره عن النظام السياسي الجديد، من خلال تعديل أو تغيير الدستور ليصبح دستوراً علمانياً عسكرياً..
ولأن قائد الانقلاب يعرف أنه لن يتمكن من تمرير التعديلات الدستورية بسبب احتجاج القوى الإسلامية عليه، لذا يريد أولاً التخلص من القوى الإسلامية، بإضعافها ولو مرحلياً، حتى يتمكن من تمرير مخطط الانقلاب.
إن قائد الانقلاب يريد بناء نموذج ديمقراطي أقرب إلى النموذج الغربي، ويضيف إليه مهمة الحرب على الإرهاب، وكأنه ينفذ سيناريو نشر الديمقراطية الذي تبنته الإدارة الأميركية في عهد جورج بوش الابن.. والله غالب على أمره, ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
محمد سيف عبدالله
ماذا يريد قائد انقلاب مصر ومن وراءه؟ 1518