الظالمون والفاسدون والحاقدون في اليمن كأنهم لم يقرأوا القرآن ولم يقرأوا ما جاء به الرسول ولا يهمهم رضا الله ولا الجنة بقدر ما يهمهم لقمة الزقوم, وسورة الكهف والحشر شاهد عليهم يوم العرض والنشور قال تعالى ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)) الكهف: ١٠٣ - ١٠٥ وقال تعالى: ((ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)) الحشر: ٩
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم) وقال صلى الله عليه وسلم (وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم: أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالفجور ففجروا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا) وفي رواية أبى هريرة أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا) وقال عبدالله بن عمر لرجل: الشح هو أن تأكل مال أخيك المسلم ظلماً أي تستحوذ على ماله أو أرضه أو بيته أو أي شيء صغير أو كبير، وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يدعو وهو يطوف بالكعبة (اللهم قني شح نفسي، فلما سئل: قال: إني إذا وقيت شح نفسي لم أسرف ولم أزن ولم أظلم وو..).
يا ظالمين ارفعوا أيديكم عن الجنوب أو الشمال لا نريد التقاسم بين الجنوب أو الشمال يشهد الله علينا بأننا نريد المخلصين ولو كان كلهم من الجنوب أو الشمال لا يهم المهم أن ترحلون وخلو لنا حالنا لا خلاف بيننا هذا من عدن وهذا من صنعاء وهذا من أبين لا يهمنا الكل من أصل واحد في اليمن.
يا من انتم في الشمال أو في الجنوب لا تكذبوا يا الجحود يا خفافيش الظلام على من تضحكون على الفتيان أو العميان أو من هم في حالة جنون اليمن يعيش في أزمات وحروب وفي مؤتمرات ومظاهرات وحشود بقيادة العجول السمان ومن هم للخصومة فجور حيتان وأفاعي للمناطقية والمذهبية والانفصال وللعمالة رجال من أجل عمولة الدولار و الريال لا يهم المهم ان يضيع اليمن فيه خراب أو دمار لا يهم الرفاق أو قادة النضال أو من هم للقبيلة اسود مسكين هذا الشعب وهذا الوطن هم هؤلاء الكبار لا غيرهم منذ ان طرد الإمام وطرد الاستعمار على رؤوسنا وحتى يومنا هذا واليمن في حالة صراع وضياع يشعلون فيه الفتن ويرقصون في أجسادنا يأكلون ويشربون وشبابنا في المقاهي والشوارع جالسين فوق الحيطان مفسرين لا مستقبل لهم الآن سوى الخروج في المظاهرات والرجم واللعان وقطع الشوارع وتكسير الأرصفة يخدعون باسم النضال ومن يعتلي المنابر لابد ان يكون من الكبار وهم من قالوا جبهة التحرير والأحرار ليسوا برجال قتلوا الحمدي وسالمين حتى نظل في الجحيم والنار واقعنا يقول لا نطلب شيئاً غير التكرار رغم انعدامنا لأساسيات الحياة وما هو الأفضل غير التقطع في الشوارع على بعضنا البعض وفرض العصيان على المساكين وإقلاق الساكنين أما الكبار هم متنقلين بين القاهرة وطهران والدوحة والرياض ولبنان لقد دمرنا كل شيء جميل أرضنا خصبة حباها الله من النعم الكثير بعدنا عنها جهدنا وجعلناها محدودة الموارد رغم الخير الكثير وشعب جزأناه وخلقنا منه فئات وجماعات ومناطق وكل منها اكبر من الذي اسمه الوطن, هل أصبحنا عبئاً على انفسنا لا نريد وصول المستقبل إلينا, لقد حاصرنا انفسنا ونحن لا زلنا نبحث عن مساحة للأمن والأمان للعيش بسلام في ظل دولة تطبق القانون والنظام أصبحنا نعيش صراع يومي من اجل بقائنا وضمان مستقبلنا بدلاً عن البحث عن مستقبل أولادنا في ظل ضغط الطامعين العابثين اللذين يعبثون بكل ما هو متاح لدينا من الموارد لعلى من الصبر فرج لكنهم أرادوا محو الفرج ونسوا بان الله قد وعدنا بأن الصبر بعده فرج ولابد للحياة التي أصبحت تشكل عبئاً على بقائنا من ان تعود لنا البسمة ولو لم نلحق بها سيأتي زمان ويقيض لنا ربي رجال مهما كان سواد الليل مظلم لابد من طلوع النهار ليضيء لنا دروب الحياة ولو أننا مصابون الآن بأمراض قاتلة لأننا نجاري القتلة الظالمين الذين لا خير فيهم جعلونا اكثر الشعوب نتعرض لتصحر العقول التي تلعب أدواراً مختلفة نتيجة عدم دوران التوازن الذي يؤدي إلى الانفصام في رحلة البحث عن العزة المتجهة إلى الكرامة, لكن بقاءنا مأسورين في تقلب العقول والأمزجة والأهواء لكي لا يطلع علينا ضوء النهار ونظل في سكون الليل المظلم لا نرى فيه إلا ما يسمح به من تخلف دائم ولم يسمح بخروجنا إلى واقع النهار الذي يتم فيه بناء بلدنا على واقع التطور والتقدم والمحبة والسلام لقد اثبت اليمنيون والحمد لله انهم يكتشفون الإخفاقات والتغيرات المدمرة والتي تجعلنا في عزلة دائمة عن العالم لقد اكتشفنا وحوش كثيرة تحوم حولنا تتاجر بنا لتعيش على انقاضنا رافعة صورنا وسرعان ما تلبث بإخفائها ناصبة نفسها هي من تقرر مصيرنا رغم أنها كانت في الأمس القريب هي من تخفي حاجاتنا وتظل حبيسة عقولها الملوثة والتي عجزت عن إيجاد تحولات تخرجنا مما نحن فيه من آلام بلد جميل كاليمن وموقع رائع وطبيعة خلابة وشعب يدعو ويتمنى الوصول صابراً صبر النبي أيوب عليه السلام كل هذه المقومات لم تشفع لنا عند من أرادوا السيطرة بعقولهم التي لا تريد أي تغيير سوى استغلال كل ما هو حي من اجل لا يوصلنا إلى ما وصل إليه الآخرون من تجانس أوصلهم إلى التطور ولأننا لا نجد من حولنا سوى التنوع المدمر المفروض علينا لقد غيبوا فينا أحلامنا تحت رحمة الأمنيات نتيجة تطرف وانحراف توجه الأجناس البشرية عندنا التي استوطنت عقولنا وبلدتها لتظل تائهة تبحث عن المستقبل المجهول لم تعدل حياتها أو تصرفاتها لأنها غارقة في الظلام نعيش نحن اليمانيون على طول فترات النضال من الشمال إلى الجنوب تحت رحمة من أوهمونا من ان صنعاء تكره عدن وقالوا لنا بأن الوحدة لا تريدها عدن وهم من أساءوا لصنعاء وعدن والواقع بأن التجارب المتكررة لمغامراتهم والتي نفذت في عدن 13 يناير 86م زمن التشطير تكررت في صنعاء 2011م تلك التجارب ليست منسية وقد سببت لنا ضعفاً في زيادة البحث لفترات من السنين عما يوصلنا إلى ما يغير حالنا والحقيقة لم يتغير الإنسان عندنا الذي هو سبب من أسباب بقائنا متأخرين متخلفين متباكين على الماضي الأليم ومن حولنا شعوب لا تبحث سوى عن أسباب التقدم والرقي والنهوض، هل جاء الوقت لنطلق حملة التغير وتصحيح مفاهيم المتآمرين علينا ونتجه نحو عقولنا ونفرغ ما بها من عوامل اخرتنا كثير وجعلتنا لا نرى المستقبل قريب بل يبعد عننا قرون أو عشرات السنين لأننا لم نأخذ بأيدي الرجال المخلصين الأوفياء في الحسبان لنستغل لحظة الهروب من أيدي من جرعونا وعيشونا الآلام طول السنين ويكفينا عرض الفرص المتاحة لهولا المجرمون ولابد من الاعتراف والمكاشفة ونحاور عقولنا يكفي ما ضاع من أعمارنا وهم وسراب من أين سيأتي الخير من يسكرون ويبطرون وينهبون ويبيعون ويشترون وللدولار والريال يستلمون ونحن بحاجه إلى من يأخذ بأيدينا بسرعة إلى طعم الحياة ولذتها ولأنهم لم يسمحوا لنا نعيش إلا على أفكارهم وعلى بقاء عوامل ووسائل التخلف مثل مضغ شجرة القات والتمباك والشمة ولبس السلاح والانتماء للقبيلة بدلاً عن الوطن والاحتكام للشيخ وجزء كبير من تكوين شخصيتنا ظلت ملازمة لنا ننقلها جيل بعد جيل والمصيبة أننا رسخناها في عقول أولادنا, فكيف ننتصر وحالنا يتغير وهؤلاء هم رجالنا يصرحون ويتشدقون ويتباكون على المنابر ويتكلمون ولكن لا يخافون الله في كل ما يقولون.
محمد أمين الكامل
قبل لحظة الرحيل أو الهروب من الشمال أو الجنوب (1) 1377