عاد إلى أرضه بعد غياب 10 سنوات، تغمره الآمال بأن لا يرى أرض المطار مرة أخرى.. عاد إلى الوطن وكله أحلامه بأن يراه كما أحب ويحب ولكن!!
على باب الوطن كانت تنتظره غربة أخرى هي الأقسى تزامنا مع الظروف التي تمر بها البلاد والمدينة (تعز) تحديدا، كل شيء فيها تغير فلم يعد هناك من يستقبله بابتسامة نور, فالجميع بابتسامة صفراء ووجه المدينة شاحب والشوارع بائسة!
(تُرى هل هذه الأرض وطني، وهذه المدينة أليست مدينتي ؟!)..هذا ما كان يحدث نفسه بالخفاء حتى لا يشعر أحد بشعوره حينها، وهل للوطن أن يرد على سؤاله فيهدأ قلبه؟
لا أحد سينكر شعور هذا العائد من غربته إلى غربة أخرى، في وطن شاعت فيه الفتن وجاعت القلوب للحق، جفت الأرض من الماء وسالت السماء دماء.. والطريق لم تنتهِ بعد!
ثم ما عليه سوى أن يعود أدراج المطار بعد أن أستوطنه ذاك الشعور القاسي أمام وطن ملئوا وجهه بالندوب وتركوه في غربة المنافي..
(سأخون وطني) أعلنها الماغوط قبل موته وأظنه كان يرى بعينه الثاقبة لهذا اليوم الذي تمنيت ذات الأمنية.. وما عسانا نحن أن نفعل شيئا لهذا الوطن سوى خيانته ونحن نرى بأم أعيننا ما يحدث على أرضه تحت سقف الصمت والذل!
وطني.. أنا متعبة بك.. متعبة جداً..
أحلام المقالح
الغربة عنوانها الوطن 1601