إن ما يحدث في مصر من سفك للدماء من قبل الانقلابين إنما هو تضحيات في سبيل التحول من الذل والخنوع والاستبداد إلى الحرية والكرامة، فلا ننظر لما يحدث من زاوية صراع على السلطة بين العسكر والإخوان ولابد أن نعلم بان الحرية والكرامة غالية.. غالية تُنتزع بصمود ثورات الشعوب ولا تُوهب.
إن من رتب التوازن لما قبل ثورات الشعوب لا يريد أي تغير حتى لا يحدث خلل لأسر البترود ولا ر التوارثية وحراس المشروع الصهيو أمريكي ولهذا قدموا و سيقدمون المليارات للانقلابين من أجل منع تغير المعادلة أو نمو الحرية والكرامة لدى الشعب المصري وإن أسرا البترود ولا ر لم توجه المليارات لاسترداد الجزر الإماراتية المحتلة من إيران ،وإنما وجهتها ضد حرية وكرامة الشعب المصري ولقتله وحرقه وهنا علينا ان نتذكر قول الله سبحانه في الآية 216 من سورة البقرة : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ولقد عرض الله علينا قصة موسى وفرعون وكان هلاك فرعون وأتباعه بخروجهم لمطاردة موسى وأتباعه فأهلكهم الله حيث قادوا أنفسهم إلى حتفهم ،وكان تآمر أخوة يوسف ومكر نسوة مصر, حيث قاد هذا التآمر والمكريوسف إلى حكم مصر وكان تآمر قريش على قتل رسول الله وحصاره سبباً لهجرته ليعود فاتحاً، وكان تآمر الإنجليز والملك الفاروق ضد الإخوان المسلمين ومطاردتهم وإخراجهم من مصر سبباً لانتشار فكرتهم في العالم عموماً وفي العالم الإسلامي خصوصا ولقد ذهب الإنجليز من مصر وقامت ثورة ضد الملك وذهب أيضاً وجاء عبد الناصر ثم ذهب وجاء السادات وذهب وجاء مُبارك وذهب والإخوان والشعب المصري باقون وسيذهب السيسي بمشروع الصهيو امريكي وأسر بتر دولار، وسيبقى الشعب المصري والإخوان وسيستفيد الإخوان مما حصل وسيهون انفسهم واستراتيجيتهم وسيغيرون مناهجهم ولوائحهم بما يواكب المرحلة وسيستفيدون من تجربة الأتراك وسيواصلون العمل بإذن الله..
إن ما يحدث في مصر هو ثورة ربيع ثاني وستظهر أمور كثيرة وإن هناك انتصاراً وأسراراً يدخرها الله للأمة داخل رحم هذه الأحداث الحساسة والصعبة وثقتنا بنصر الله مُطلقة، فالمسلم لا يعرف اليأس ولا التراجع أبداً، لقوله تعالى: " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
محمد سيف عبدالله
هدف دعم الانقلاب 1435