الزواج ليس نصف الدين
س 1: الزواج نصف الدين ما معنى ذلك؟, وهل لهذا النصف شروط قبول كما للشطر الأول?.
س2: إذا كان الزواج نصف الدين فما مصير ملايين العوانس وكل من مات دون زواج لعلة ما, هل يلقى الله تعالى بنصف دين؟.
الجواب: هذا الحديث أخرجه البيهقي من طرق عده كلها ضعيفة, ولا ترتقي إلى درجة الحديث الحسن, فضلاً عن رتبة الصحة, وقد دأب الوعاظ على الاستشهاد به من باب الترغيب, حتى ظن الناس أنه صحيح.
من جهة ثانيه نقول إن الاعتراض الوارد في السؤال اعتراض وجيه ومنطقي, إذ لو كان صادراً عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فلن يكون الاعتراض بهذه القوة.
ثالثاً: كثير من العلماء, بل النبيين يحيى وعيسى عليهما السلام لم يتزوجا, وكذا كبار العلماء عبر التاريخ الإسلامي كالنووي وابن تيمية, وغيرهم الكثير.. كما أن هذا الحديث جاء مصادماً لصريح القرآن الذي وصف يحيى بانه (سيداً وحصوراً), أي لم يتزوج "زهداً", لا عجزاً, كما قال اليهود.
وعليه إذا اتضح أن الحديث غير صحيح فلا داعي لبقية السؤال.. كانت هذه إجابة الأستاذ/ عبدالعزيز العسالي..
ومنه يتضح لنا عدم صحة هذا الحديث, ولكن من المعروف دينياً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن قال: وأنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً, "من رغب عن سنتي فليس مني ولا رهبانيه في الإسلام".
وينال المتزوج أجر كثير من الأمور, منها عناء تربية الأولاد والقيام بالأعباء المنزلية, وحتى كما قال صلى الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة).. ولكن البعض يعقد الأمور, أو يبالغ فيها, حتى جعلوه نصف الدين, فشعر كثير ممن حرموه لعلة مرض أو فقر, أو عدم استطاعة نفسية كانت أو جسدية, أنهم سيلقون ربهم بنصف دين, فعاشوا يائسين بائسين.
أحلام القبيلي
فتاوى هامة جدا (2) 1983