لا أجد كلمات تسعفني للتعبير عما شاهدناه من مجازر في ميادين مصر وإحراق الجثث من قبل الجيش والأمن المصريين, كوني شخصاً طوال حياتي الماضية, رغم أني سمعت عن جرائم في البوسنة والهرسك وفي بورما وفي إسرائيل، ولكن بهذه الفضاعة لم أشاهد مثلها ولم يخطر على البال أن تقدم السلطات المصرية على ارتكاب مثل هذه الجريمة.. والأغرب هو مباركة كثير من الدول العربية لهذه الجرائم النكراء وكأنهم حرروا القدس, وسكوت البعض الآخر من هذه الدول, ولولا موقف قناة الجزيرة المهني ما اطّلع العالم على هذه الجرائم, هذه القناة التي تواجه حملة شرسة لدورها الريادي بالانحياز للحقيقة ولإرادة الشعوب العربية، بينما قناة العربية لم نشاهدها بهذا التفاعل والنشوة خلال القصف العنيف على مدينة غزة الفلسطينية كما شاهدناها اليوم وهي تتحدث عن إحراق كنائس, رغم أن ذلك لم يؤكد وإذا حدث قد يكون وراءه أجهزة أمنية, بينما لم نرى أو نسمع لها أي تعليق أو إدانة لقتل وإحراق المئات من المعتصمين السلميين, بل تبارك ذلك وتصور الضحايا كمجرمين والمجرمين تصورهم كضحايا في عهر إعلامي لم نرَ أو نسمع له مثيلاً.
التحية والإجلال لدولة قطر وموقفها الشجاع بقيادة أميرها الشاب سمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني, التي أدانت الجريمة إدانة صريحة وقوية وأكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستساند الشرعية ممثلة بالرئيس محمد مرسي, كعادتها في مواقفها الشريفة التي سيسطر التاريخ أنها كانت الأشرف والأسمى بين كل المواقف العربية الرسمية.. وبحثت عن دولة عربية أخرى لأحييها ولكني لم أجد، نظراً لخزي مواقف هذه الدول جميعاً.. كما أحيي الموقفين الشريفين التركي والإيراني. 
أتساءل: هل هناك عالم حر شاهد ويشاهد ما يجري من جرائم بحق المعتصمين السلميين من أبناء الشعب المصري؟, أين المنظمات العالمية, أم أنها عبارة عن أجهزة استخباراتية للغرب وللأنظمة العربية المتسلطة على شعوبها؟, هل تعتقد أمريكا والغرب أنهم يستغبون الشعوب العربية بالتنديد بهذه الجرائم على استحياء, بينما هم يدعمون سفك هذه الدماء عملياً؟.. أي ضمير حي في العالم لن يرضى ذلك ولكن يبدو أن الضمائر الحية أصبحت نادرة!.

عزاؤنا لمصر ولأبناء مصر الأحرار, ومن حق غيرنا أن يبارك لإسرائيل وشعبها ما يحدث لمصر.. هذه الجرائم التي لم تخطر على بال تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى إفلاس النظام الانقلابي المصري, وأن السلم غلب الرصاص وأن النصر لا محالة قادم, وقد واجه المعتصمون هجمة المجرمين بصدور عارية وشعارهم (لأن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك).
أكرر التحية لقطر أميراً وحكومة وشعباً, وأحيي دور قناة الجزيرة الرائد الذي كشف ويكشف الجرائم والمجرمين.. للشهداء الخلود... وللجرحى الشفاء.. وللشعب المصري النصر والظفر.. وللمجرمين وأعوانهم الخزي والعار.